بقلم: هديل مشلح
بعد ست سنوات من الحرب التي انهكت سورية اختلفت مواقف الدول العظمى تجاه السياسة المتبعة بين مؤيد لبقاء النظام السوري وبين معارض لبقائه .. وهنا اتخذ النظام التركي موقفاً مغايراً لما كان عليه أيام السلم , وبدأ نظام الدولتين بتبادل الاتهامات فيما بينهم وكل يتهم الآخر بالديكتاتورية والارهاب .
فتحت تركيا أبوابها على مصراعيها لاستقبال السوريين الهاربين من ويلات الحرب كما فتحت حدودها وسهلت دخول مقاتلي داعش واسلحتهم من شتى أنحاء العالم كما عُرفت على أنها بوابة الهروب إلى أوروبا.
تستفيد تركيا من فوضى هذه الحرب الكثير بحيث فاوض النظام التركي على وقف تدفق اللاجئين من أراضيها نحو أوروبا مقابل دخولها في الاتحاد الأوروبي ,وسعت تركيا منذ بدء الحرب في سورية وحتى يومنا هذا إلى إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد لأن نظام أردوغان على يقين بأنه في حال سقوط النظام سيكون من السهل تقسيم سورية وسيسهل عليه اقتطاع أجزاء من الاراضي السورية وضمها لأراضيه وهناك أسباب كثيرة أخرى .
إن الحرب في سورية لم تؤثر فقط عليها بل أثرت على كل دول الجوار ومن بينهم تركيا وقد لاحظنا في الفترة الأخيرة تدهور سعر الليرة التركية مقابل الدولار والمشاكل الاقتصادية التي تمر بها , عدا عن الوضع الداخلي المتوتر والقابل للتصعيد , وفي خطوة جديدة من نوعها قرر نظام أردوغان تجنيس السوريين المقيمين على الأراضي التركية لكن ليس كل السوريين بالطبع وليس حرصا من الدولة التركية على مشاعر السوريين المهجّرين من أراضيهم بل السوريين من أصحاب رؤوس الأموال فيها , فهنا نسأل هل هو تجنيس للسوريين أم تجنيس لرؤوس أموالهم .. وهل هو انفتاح اقتصادي أم حاجة ماسة للأموال وهذا يؤكد ما ذكرته سابقاً بأن تركيا في ورطة اقتصادية حقيقية .
والبعض يؤكد أن خطوة تجنيس السوريين ماهي إلا الخطوة الأولى لتجنيدهم في الجيش التركي وخوض الحروب باسم تركيا ضد دولتهم وستكون البداية حرب تركيا ضد قيام الدولة الكردية في شمال سورية وستكون بأيدي الشباب السوري الذي حمل جنسية تركيا .
وذاك الوقت سيُطلب من تنفيذ شعار
” نفذ ولا تعترض “