بقلم: الاب / فريدريك اليسوعي
في العدد رقم 453- 454 من «الرسالة « تناولت السببين الأول والثاني الناتجين عن قيامة السيد المسيح وهما:
1- إعلان التبرير للمؤمنين الحقيقيين!
2- ولادة المؤمنين الحقيقيين من الله ثانية!
واليوم سوف أتناول ثالث هذه النتائج التي نتجت من وراء قيامة السيد المسيح «له كل المجد» من الأموات الآ وهو:
3- إعلان شرعية وجود المؤمنين الحقيقيين في السماء منذ إيمانهم:
وهو ما قام بإعلانه احد الرسل من تلاميذ السيد المسيح عن الله للمؤمنين حين قال: «وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع «أفسس 2: 6-7».
كما قال لهم «لأنه إن كنا قد صرنا مُتحدين معه بشبه موته، نصير أيضاً بقيامته» (رومية 5:6) وذلك لأنه بما أن المسيح رضى أن يكون بديلاً عنا ونائباً لنا، وبما أن ما يحل بالنائب من ضيق وإضطهاد نيابة عن الآخرين يُعتبر أنه حل بهم كذلك ما يلاقيه من ربح أو نجاح يكون من المميزات التي يتمتعوا بها أيضاً.. ولأن كل الآم الصليب التي وقعت بالفعل على السيد المسيح ليوفي عنا مطالب عدالة الله وقداسته إلى الأبد تعتبر أنها وقعت بالفعل على المؤمنين الحقيقيين به ومن ثم لايُدانون بعد بسبب خطاياهم وكذلك هو الحال بعد قيامته من بين الأموات وجلوسه في السماء فإنهم يعتبرون منذ إيمانهم به إيماناً حقيقياً أنهم قاموا شرعاً من الأموات وجلسوا في السماويات في شخصه المبارك، على الرغم من عدم توافر العصمة فيهم كبشر، حيث يتعرضون أحياناً للسقوط في الخطيئة غير أنهم سرعان ما يندمون عليها ويسرعون بالعودة إلى الرب والسلوك في طريقه بأكثر إخلاص وتدقيق مما لا يعرضهم للدينونة الأبدية بسببها (1 كورنشوس 11:31) على خلاف مواقف الغير من الخطيئة، وإن كان ذلك لا يعفى المؤمنين بالرب من التعرض لتأديب الله لهم في الزمن الحاضر لسقوطهم في الخطيئة حتى بعد عودتهم إلى الله وذلك لكي يبغضوها من كل قلوبهم ويشتركوا مع الله في قداسته (عبرانيين 12-1).
لذلك قال السيد المسيح لجموع المؤمنين: من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله (أي له الآن وليس في المستقبل) حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل (وليس سوف ينتقل) من الموت إلى الحياة (يوحنا 5:24).
كما قال بولس الرسول للمؤمنين: (شاكرين الأب الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين في النور الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته (كولوسي 1 : 12-13) وكل الكلام يتكلم عن اللحظة الذي نطق بها الرسول بولس هذا الكلام.
وقال القديس يوحنا الرسول «نحن نعلم أننا قد انتقلنا (وليس سوف ننتقل) من الموت إلى الحياة (1 يوحنا 3:14).
إلى هنا أحبائي المتابعين أترككم في رعاية الرب الإله وحتى التقيكم مجدداً في العدد القادم لكم مني كل التحية وفي رعاية الله.