بقلم: جــاك قرانـطـة
دقت ساعة الرحيل .
انتفض كياني ، وهاج وجداني ، مشيت بأفكاري وأحلامي .
وتخطيت الأمواج والبحار ، وإرتفعت سابحا” فوق التلال والوديان .
إلى أين ؟ لا أعلم . إلى أين ؟ لا أدري . لما ؟ لما ؟ لا أدري .
كم تفيأت ، كم ترنمت ، كم تماشينا في أحضانك يا بلدي .
يا بلدي ، ربيعك يهمس في أذني ، شتاؤك يرن ، خريفك يفرش الأرض بأوراقه الصفراء .
أما صيفك ، فيلفح خدود الصبايا السابحات بمياهك الجارية من تحت الصخور الصامدات ، الشامخات .
يا بلدي ، أنت حر أبي ، وجدت منذ الأزل ، بنيت أمجادك منذ القدم ، تعالت صخورك فوق التلال
تماشت أنهارك بين الوديان ، سبحت طيورك والغزلان بين البساتين .
أمجادك يا بلدي فوق كل لسان ، صمودك يا بلدي بأيادي الأحرار ، آثارك منذ غوابر الزمان .
اليوم تركت لقلمي العنان لحرية الكلام فقال :
يا بلدي ، يا بلدي ، لا تتركني ، خذني لأحضانك ، فأنا خائف من هجرانك، يا بلدي ،
كان قرارا” قاسيا” يوم الرحيل ،
نعم ، كان قرارا” قاسيا” يوم الرحيل .
يوم ، دقت ، ساعة الرحيل