بقلم: كنده الجيوش
أولها وفي بدايتها سلام ومحبة لسيدة لا تنسى ولا يجب أن تنسى وخاصة في بداية السنة الجديدة، أنها السيدة انغيلا ميركل المستشارة الألمانية السابقة التي حضنت مليون لاجئ سوري في أيام الحرب والموت والخوف والجوع. لا ننسى السيدة ميركل التي أعطت أهلنا الآمان والوطن والمواطنة وفتحت باب بيتها وبلدها لهم.
ومثلما نشكرها، أيضا نشكر آخرين قاموا بفعل مشابه وان كان ليس بنفس الحجم ولكنه كان لا يخلو من روح المحبة والأهمية في كندا وفي أوربا والمنطقة العربية وحول العالم.
أردت أن اذكرها ولا تمر بداية العام الجديد دون كلمة المحبة.
ونأتي إلى أمر مُحزن مثل كل آلام منطقتنا ولكنه يحمل معه بعض الدلالات المزعجة. وأقول مزعجة لأنها لاتؤثر على طريقة تفكير المجتمع عموما ولكنها إشارة إلى وجود البعض بأفكار محدودة. وهي اللغط الذي حدث مع وفاة ابن الوسوف رحمه الله.
«والطير يرقص مذبوحا من الألم» وألف رحمة على روح من خسره الوسوف وألف رحمة لأبناء سوريا جميعا دون استثناء – بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الدينية- الذين خسرناهم لأسباب متنوعة خلال السنوات الأليمة الماضية. وألف رحمة لروح ابن المغني السوري الكبير جورج وسوف الذي خسر ابنه في ريعان الشباب أخيرا.
من المؤلم جدا أن يدفن الآباء أبناءهم. وابنه وديع كان في ريعان الشباب وهو شاب أو كما نقول «عريس» رحل إلى السماء وهو الآن عند رب كريم هو ارحم من البشر وأعلي وأسمى.
وغنى الناس والأحبة في الجنازة من الألم وكلنا نتذكر كيف تزغرد النساء في الأعراس وكذلك في استقبال من فقد في عمر صغير وكانت فاجعة كبيرة لهم. وكذلك تزغرد النساء للشهداء – وان كانت طبيعة الموت مختلفة فهي تأتي تعبير عن الفخر ولكنها أيضا تعبير عن الألم..
المصيبة أن وسائل التواصل تفتح الباب للعقول المحدودة لتدلي برأيها وتنتقد هذا الشيء أو ذاك .. ويلحق بها بعض من العقول البسيطة.
ومن المتعب أن ترد على من ينتقد طريقة حزن في عزاء.. أو يحاول الدخول في أمور دينية أو سياسية في أوقات أزمات حزن كبير..
وان الأوان لشعوبنا أن تتقدم إلى الأمام في الكثير من الأمور.. وتترك جراح وخلافات الماضي خلفها وان لا تبحث أو تختلق أسباب الخلاف بدلا من التقارب. الرحمة لكل فقيد والصبر لمن بقي.
لندع الناس تحزن كمًا تشاء.. وان اختلفت وجهات النظر.. بين قديم وجديد ويصح ولا يصح.. الأهل يختلفون ونتأمل أن يبقى ذلك في إطار المحبة والسلام والاحترام.
شعبنا في سوريا عانى الكثير وشعوبنا العربية المحيطة عانت وتعاني من حروب أو أزمات سياسية واقتصادية خانقة وتبعاتها ولاتحتاج المزيد من الجهل والألم.