أجرت معه الحوار مديرة مكتب بيروت لجريدة الرسالة الكندية : السيدة منى حسن
الدكتور أحمد الريّس حاصل على بكالوريوس في العلوم بتخصص المختبرات الطبية، إضافةً إلى ماجستير في علوم المختبرات الطبية وماجستير آخر في الإدارة. حاليًا، هو طالب دكتوراه ويعمل على أطروحته التي تتناول كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في المختبرات الطبية.
طالب دكتوراه في جامعة باريس للخريجين و معهد المعرفة و الابتكار في فرنسا. محاضر في جامعة البلمند كلية العلوم الصحية. مساعد باحث في الجامعة الأمريكية في بيروت .
س: ما هو تفسير الذكاء الاصطناعي في الحقل الطبي و ما أهميته ؟
ج: يشير مصطلح الذكاء الاصطناعي في القطاعات الطبية إلى استخدام أنظمة الكمبيوتر والخوارزميات لمحاكاة الذكاء البشري في أداء مهام مثل تشخيص الأمراض، تحليل البيانات الطبية، التنبؤ بنتائج العلاجات، أو مساعدة الأطباء في اتخاذ القرارات.
يهدف إلى تحسين الرعاية الصحية بجعلها أسرع وأكثر دقة وتخصيصا لكل مريض. كما يدعم الذكاء الاصطناعي التطبيقات وتذّك المرضى الصحية التي تراقب الأعراض الصحية، وتتابع المؤشرات الحيوية مثل عدد دقات القلب و ضغط الدم، بتناول أدويتهم. وفي حالات الطوارئ، يتنبأ بالنتائج ويحدد أولويات الرعاية، بينما يساعد في إدارة الأمراض المزمنة عبر اكتشاف المشكلات مبكراً.
س: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين تشخيص الأمراض وعالج المرضى؟
ج: بعض الأمثلة لمستخدمات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي:
● تشخيص الأمراض: مثل استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأشعة لاكتشاف الأورام أو كسور العظام. على سبيل المثال، في مجال تشخيص الأمراض باستخدام صور الأشعة، أظهرت أنظمة الذكاء الاصطناعي دقة تصل إلى %95 في اكتشاف سرطان الثدي من خلال صور الأشعة السينية (الماموجرام)، مما يجعلها أداة مكملة فعالة لدعم الأطباء في اتخاذ قرارات دقيقة وسريعة.
● التنبؤ بالمخاطر الصحية: توقع احتمالية الإصابة بأمراض مثل السكري أو أمراض القلب بناءً على البيانات الطبية.
إن التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي يمكنها التنبؤ بمخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل السكري من النوع الثاني، بشكل مبكر للغاية. وفقاً لدراسة حديثة عرضت في مؤتمرات الجمعية الأمريكية للقلب عام 2024 ، أظهرت تقنية تعتمد على تحليل تخطيطات القلب الكهربائية( ECGs) قدرتها على التنبؤ بمخاطر الإصابة بالسكري قبل ظهور المرض بما يصل إلى 10 سنوات، بدقة تصل إلى حوالي .%70 هذه التقنية تتفوق في الكشف عن التغيرات الدقيقة التي تستخذم بالطرق التقليدية، مما يسمح بالتدخل المبكر للوقاية من المرض ومضاعفاته، مثل مشاكل القلب والكلى.
● مساعدة الأطباء في العمليات: روبوتات ذكية تساعد في إجراء العمليات الجراحية بدقة عالية. مثال حقيقي على مساعدة الذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية هو استخدام روبوت “دافنشي” في جراحة القلب. هذا الروبوت يتيح للأطباء إجراء عمليات دقيقة باستخدام أدوات صغيرة وأجهزة استشعار متطورة، مما يقلل من المخاطر ويوفر وقت التعافي للمرضى. في بعض الحالات، قد يكون الطبيب الجراح بعيًدا عن المريض ولكن يمكنه التحكم في الروبوت عن طريق جهاز تحكم متطور. أظهرت الدراسات أن استخدام هذه الروبوتات يمكن أن يحسن نتائج العمليات الجراحية ويقلل من المضاعفات.
● تحليل العينات: مثل استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الدم أو الأنسجة للكشف عن الأمراض بسرعة.
● تصميم خطط علاج متخصصة: اقتراح علاجات مناسبة لكل مريض بناءً على حالته الصحية الفردية.
س: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل البشر في مجال الرعاية الصحية؟ ولماذا؟
ج: إن الذكاء الاصطناعي لن يستبدل البشر تمامًا، ولكنه سيعمل كمساعد قوي. السبب الرئيسي هو أن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى المهارات الإنسانية مثل التعاطف، الفهم الثقافي، واتخاذ القرارات الأخلاقية. على الرغم من قدرته العالية على تحليل البيانات بشكل أسرع وأكثر دقة، يظل دور الأطباء أساسيًا لتفسير النتائج، تقديم الرعاية العاطفية، واتخاذ قرارات معقدة بناءً على احتياجات كل مريض و أنا بصفتي باحث في مجال الذكاء الاصطناعي في الحقل الطبي شجَّعت وبشدة جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية على التكيف مع هذه الحقبة الجديدة التي يشهدها العالم. وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل البشر بالكامل، إلا أن الذين يدمجون الذكاء الاصطناعي في ممارساتهم المهنية سيحققون ميزة تنافسية كبيرة. أما من يرفض التكيف أو يفتقر إلى المعرفة والمهارات الأساسية في مجال الذكاء الاصطناعي، فسيواجه خطر التخلف عن الركب في هذا المجال المتطور بصورة سريعة.