بقلم: يوسف زمكحل
مازال رجب طيب أردوغان الرئيس التركي يحلم بأن يعيد عصر الخلافة من جديد فبدا يقوم بعدة محاولات أستفزازية تارة في ليبيا وتارة في البحر المتوسط مستفزاً اليونان وقبرص ووصل به الأمر أن يتحدى الولايات المتحدة الأمريكية فأشترى منظومة أس 400 الروسية والتي حذرته من قبل بأنه سيواجه عقوبات إذا تم شرائها ولكنه لم يبالِ والرئيس أردوغان أصبح نجم عام 2020 مع فيروس كورونا فكلاهما باتا مزعجان للعالم الذي أصبح يحلم بالتخلص منهما!!
والغريب أن الوضع الداخلي لتركيا يثير الدهشة فما يمضي يوماً إلا ويتم القبض على أشخاص بزعم أنهم ينتمون لجماعة جول الرأس المدبر للإنقلاب المزعوم عام 2016 والليرة التركية تسجل كل يوم تراجعاً كبيراً في سعر صرفها حيث خسرت 30 % من قيمتها أمام الدولار الأمريكي والإقتصاد التركي أصبح يعاني اليوم بسبب إرسال أردوغان ميلشيات تحارب في ليبيا حيث يزعم أن إرث أجداده العثمانيين في ليبيا ونسى الرئيس التركي أن أرث أجداده في ليبيا أرث بغيض من القهر والتعسف والظلم أنتهى بترك الليبيين في معاهدة أوشي لوزان عام 1912 والتي سلمت تركيا بمقتضاها أراضي ليبيا لإيطاليا الفاشية في ذلك الوقت لتدخل ليبيا مرحلة أخرى من الأستعمار البغيض . ومنذ أيام عين أردوغان أحد الأساتذة الذين ينتمون لحزب العدالة والتنمية فقام الطلبة بمظاهرات أحتجاجا على محاولة أردوغان تسييس الجامعة فقام بالقبض على الكثيرين من الطلبة .
وأكدت المعارضة التركية بأنها شهدت تحولات سلبية خطيرة في عهد أردوغان ومنهم المعارض التركي يونس أمره أوضح في تقريره أن الأوضاع في تركيا من حيث المعايير الديمقراطية تزداد سوءاً في عهد العدالة والتنمية مشيراً إلى أن أهم عائق أمام إعادة تأسيس نظام ديمقراطي في البلاد هو نهج الإدارة القمعية للنظام الحاكم الذي يتجاهل الحقوق السياسية والحريات . ومن الأدلة التي تكشف عن تراجع الديمقراطية في تركيا هو إقالة رؤساء البلديات المنتخبين وتعيين أوصياء بدلاً منهم بجانب الحملات التي شنها النظام بعد انقلاب 2016 المزعوم وعزله لموظفين وقضاة وجنود بموجب مراسيم رئاسية كانت تصدر من أردوغان مباشرة إلى جانب حظر الأحتجاجات والمظاهرات السلمية وعنف الشرطة والتحكم في وسائل الإعلام والسيطرة على القضاء الذي فقد أستقلاليته .
واليوم أردوغان رغم سياسته الإستفزازية مع اليونان وقبرص مازال يحلم بأنضمامه للإتحاد الأوروبي وهو الحلم الثاني له بعد حلم عودة الخلافة إلى تركيا وأنا شخصياً على يقين أن الأتحاد الأوروبي لن يضم أردوغان لسبب بسيط جدا وهو عدم إمكانية تعايش الديمقراطية مع الديكتاتورية ؟ كما أن حلمه الأول هو المستحيل بعينه ويبدو أن أردوغان يعيش منذ سنوات أحلام اليقظة !!