بقلم: الدكتور غازي الفنوش
ارتجاج الدماغ أو ما يُعرف أيضًا بارتجاج المخ، عبارة عن إصابة دماغية تحدث نتيجة صدمة أو ضربة على الرأس تؤدي إلى حدوث اهتزاز في المخ المحاط بأغشية سحائية وسائل نخاعي تساعد في امتصاص الصدمة، لكن إذا كانت الصدمة شديدة على الرأس فإن أثرها يكون أشد كما يحصل في حوادث السير التي قد تؤدي إلى إهتزازالدماغ ذهاباً وإياباً واصطدامه بقوة بجدران الجمجمة من الداخل، مما قد يسبب نزيفاً شديداً في الدماغ، لذا يجب مراقبة المصاب وتقديم الرعاية الطبية إذا ساءت حالته .
أسباب إرتجاج الدماغ :
السقوط من أماكن مرتفعة، او الإنزلاق على أرض مبللة لاسيما لدى كبار السن، كذلك اثناء ممارسة رياضة عالية الخطورة مثل: الملاكمة وكرة القدم، واصابات العمل، والهز العنيف للرأس أوالجزء العلوي للجسم عند مداعبة الأطفال .
أنواع إرتجاج الدماغ :
•- الدرجة الأولى : لايحدث في هذا النوع فقدان للوعي وتظل الاعراض مصاحبة للمصاب لفترة خمس عشرة دقيقة.
•- الدرجة الثانية : لا يتسبب هذا النوع أيضًا في فقدان وعي المصاب ولكن أعراضه هي التي تظل مصاحبة للمصاب لمدة تزيد عن خمس عشرة دقيقة .
•- الدرجة الثالثة : وفي هذه الحالة يجب أن يتم الذهاب إلى الطبيب على الفور حيث يعاني فيها المصاب من فقدان للوعي تام .
أعراض ارتجاج الدماغ :
تختلف الأعراض اعتماداً على شدة الإصابة وحالة الشخص المصاب الصحية قبل الإصابة وكذلك عمره .
ومن هذه الاعراض صعوبة في تذكر الأحداث القريبة، وبطء في التفكير و التركيز، وصداع مع شعور بالغثيان والقيء، وصعوبة في التوازن، وزغللة في العينين ورؤية مزدوجة، وشعور بالإرهاق، وحساسية للضوء والصوت، واضطراب في النوم .
تشخيص ارتجاج الدماغ :
لا يحصل الطبيب غالبا على معلومات مؤكدة ومفصلة من المريض، فالعديد من المرضى لايتذكرون تفاصيل الحادث بدقة، لذا يلجأ الأطباء لسؤال المرافقين عن بعض التفاصيل، هذا وتعتبر معرفة آلية الإصابة وتسلسل الأحداث امراً مهماً لتحديد المخاطر المحتملة للنزف الدماغي، كذلك يحتاج الطبيب لمعرفة معلومات عن الأمراض التي يعاني منها المصاب، والأدوية التي يتناولها، لاسيما مميعات الدم لأنها تزيد من إحتمال حدوث النزوف، ويقوم الطبيب بعد ذلك بإجراء فحص بدني كامل للمريض يشمل البحث عن علامات الضعف أو الشلل أو اضطراب التوازن، كما يبحث الطبيب عن أي كسر بما في ذلك كسور عظم الجمجمة، وفي حال الاشتباه بنزوف دماغية فإن الطبيب قد يلجا لاجراء فحوصات مساعدة خاصة عند وجود أعراض مثيرة للإشتباه، بإجراء تصوير الدماغ الطبقي المحوري(CTScan)، أو الرنين المغناطيسي (MRI)، كماقد يطلب لطبيب مخططاً لكهربائية الدماغ(EEG) ليراقب نشاطه إذا حصلت لدى المصاب اختلاجات .
علاج ارتجاج الدماغ :
قد يحتاج المصاب للبقاء ليلة في المستشفى تحت المراقبة والملاحظة بعد ارتجاج المخ، وإذا وافق الطبيب على إمكانية الملاحظة في المنزل، ينبغي أن يبقى معه أحد لمدة 24 ساعة على الأقل، وذلك من أجل التأكد من أن الأعراض لا تسوء لديه، وقد يقوم بإيقاظه عدة مرات بشكل دوري للتأكد من أنه ليس في غيبوبة .
إن الراحة الجسدية والعقلية من أهم عوامل العلاج للسماح للمخ بالتعافي من الارتجاج، لذا ينبغي تجنب المجهود البدني العام وعدم ممارسة الرياضة التي تحتوي على حركات عنيفة، وينصح أيضاً بعدم الذهاب للعمل أو المدرسة حتى تمام التعافي، وللتغلب على الصداع يمكن تناول بعض المسكنات، مثل الأسيتامينوفين. وتجنب أخذ بعض المسكنات الأخرى، مثل الإيبوبروفين والأسبرين، لأنها تزيد من خطر النزيف .
أما في حالات ارتجاج الدماغ الشديدة التي يكون فيها نزف دماغي مع تجمع دموي داخل الجمجمة ضاغط على الدماغ فقد يستدعي ذلك من طبيب الجراحة العصبية فتح عظام الجمجمة وإزالة التجمع الدموي الضاغط .
الوقاية من ارتجاج الدماغ :
هناك بعض النصائح التي يجب اتباعها للوقاية من ارتجاج الدماغ، مثل؛ استخدام المعدات الوقائية اللازمة عند ممارسة الألعاب الرياضية التي تتطلب الوقاية، واتباع أنظمة السير من ارتداء حزام الأمان والقيادة ضمن السرعة المسموح بها، واتباع إجراءات الأمان في المنزل ..!!