بقلم : نعمة الله رياض
فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ ، فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًاً ، وبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَ مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ فَقَالَ آدَمُ: هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذلَتْ .
زارني صديق الطفولة الأعزب ، وطلب مني النصيحة في اختيار شريكة لحياته
أجبته:- عليك بإبنة أختي المتزوجة ، فهي خريجة كلية الآداب قسم اجتماع ، ولها خبرة في هذا المجال ، هيا بنا نذهب إليها ..
في الطريق إلي منزلها قالت:- إن ما يتحكم في شخصية الإنسان وتصرفاته، رجلاً كان أو إمرأه هي الهورمونات ، فجسم الإنسان الذكر أو الأنثي يحتوي علي هورمونات ذكرية وهي التوستوستيرون وأيضاً هورمونات أنثوية وهي ألأستروجين والبروجستين ولكن بنسب مختلفة ، فللمرأة إزدواجية من هورمونات ألأستروجين والبروجستين بنسبة 70 إلي 80% بينما هورمون التوستوستيرون عندها، بنسبة 20 إلي 30% ، وتنعكس هذه النسب علي المرأة وتصرفاتها ، فكلما زادت عندها نسبة ألأستروجين والبروجستين زادت أنوثتها وتصل في الحد الأعلي إلي أنوثة طاغية ، وكلما قلت هذه النسبة تحولت إلي أنوثة متزنة ثم إذا انخفضت أكثر، تتحول إلي إمرأة قريبة من شخصية الرجل في توجهاتها ..
في صالة الضيافة بمنزلها إستطردت في حديثها قائلة :- لي ثلاث صديقات مقربات للغاية، لا نخفي أسرارنا عن بعض ، وقد تعرفت عليهن منذ كن في المدرسة الثانوية ، وهن سنية وسناء وسوسن .. كانت المدارس حكومية ومجانية في ذلك الوقت، وطالباتها ينحدرن من مختلف الطبقات الإجتماعية، الغنية والفقيرة ، ويتواجدن معاً في نفس الحجرات الدراسية ..
وكمثال للمرأة ذات الأنوثة المنخفضة ، نشأت سنية المتوسطة الجمال في قرية بجنوب الصعيد في مجتمع محافظ تتربي فيه الفتيات علي أساس التصرفات المنضبطة والإحترام ، ومنذ طفولة الفتاة تسمع عبارات قمع توحي بأنها ليست مرغوبة ، وتتمني لو أنها ولدت ذكراً ، وتبدأ في تقليد تصرفات الرجال ، وبذلك لا يدرك مجتمعها أنه يحرمها من أبسط حقوقها ، وهي أنوثتها .. إنتقلت سنية إلي القاهرة حيث مكان عمل والدها الجديد والتحقت بالمدرسة الثانوية ثم أنهت الجامعة وتزوجت.. في ليلة الزواج ، كان مجتمعها يريدها أن تتصرف كالرجال ثم في ليلة الدخلة يريدها أن تتصرف كالإناث! ولذلك في ليلة الدخلة رآها زوجها من الخارج تشبه النساء لكنه لم يشعر بأنوثتها علي الإطلاق ، سواء في شعورها أو إحساساتها ..
وإزاء هذه المعاملة الجائرة للنساء قررت سنية أن يكون لها اليد العليا في تحديد مواعيد اللقاءات الحميمة مع زوجها والتي كانت في أغلبها تظهر تسلطها ، وكان ذلك بداية لإمتداد تسلطها في جميع أمور حياتهما الزوجية .
وكمثال للمرأة ذات الأنوثة المتزنة ، ولدت سناء بجمالها الجذاب في القاهرة ، وأنهت دراستها الجامعية ، وبعد تخرجها تزوجت من زميل لها خريج من نفس الجامعه ، كان دخلهما من وظائفهما يكاد يكفي لمصروفاتهما، وغالباً ما تسعي الزوجة في هذه الظروف لهدف سامى في الحياة ، كالدراسات الجامعية العليا، أو شغل وظيفة مرموقة، أو تثقيف نفسها ، فهي تحب وتحترم فكرها ومظهرها الأنثوي ، وفي حياتها الأسرية ، تميل لإداراة شئون الأسرة بالمحبة والتفاهم والحنان والرغبة في الرعاية .. وقد حكت لي سناء أن زوجها تحدث معها بغضب وانفعال عند عودته ذات يوم للمنزل ، وقد كان لها القدرة علي إستيعاب الموقف ، فلجأت للحوار مع زوجها ، فقالت له :- كم كان أجمل لو إنك صارحتني بهدوء بما يزعجك ، وماذا تريده مني أن أفعله، وبذلك تحول بمرور الزمن تلقائياً مستوي الحوار ، وأصبح يتصرف بود وتفهم ..
وأخيراً مثال للمرأة العالية الجمال ، وهي سوسن التي تعتبر جمالها هو سلاحها وذخيرتها ، فتحرص علي الحفاظ علي جسمها غير مترهل بعيدا عن السمنة وتضع المساحيق والعطور بدون حساب وتخصص ميزانية كاملة للملابس وحقائب اليد والأحذية وللعناية بشعرها ، حتي توصف بحق أنها إمرأة طاغية الأنوثة، فإذا جاء وقت الفراش ، لابد أن تسمع إطراء كافي من زوجها لجمالها الساحر ، وإلا يقضي ليلته خارج غرفة النوم !!
نظرت إلي صديقي فوجدته مندهشاً مما سمعه ، وأدرك صعوبة الإختيارات ، فتوجه بالسؤال لإبنة أختي :
- لقد إستعرضنا معك يا سيدتي أنواع الزوجات وتصرفاتهن طبقاً لميزان الهرمونات الذي يتحكم فيهن ، ولكن ما هي مواصفات الزوجة المرشحه التي أرتبط بها وتتوافق معي ؟
- هذا يعتمد علي الإزدواجية التي تخصك كرجل ، لكن هذه قصة أخري … !!!