أعلنت الرئاسة اللبنانية اليوم الجمعة تشكيل حكومة جديدة في لبنان برئاسة نجيب ميقاتي بعد عام من فراغ نتج عن انقسامات سياسية حادة ساهمت في تعميق أزمة اقتصادية غير مسبوقة يتخبط فيها لبنان منذ عامين.
وتلا أمين عام مجلس الوزراء محمد مكية مرسوم تشكيل الحكومة التي تألفت من 24 شخصية غير سياسية، لكن عددا منهم معروفون بنجاحاتهم في مجالات اقتصادية وطبية وثقافية وإعلامية.
وأوردت الرئاسة على حسابها على موقع تويتر أن الرئيس ميشال عون وميقاتي “وقّعا مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري”.
وعلى الرغم من أن معظم الوزراء لا ينتمون الى اي تيار سياسي علنا، لكن تمت تسميتهم من أحزاب وقادة سياسيين بارزين، ما يجعلهم محسوبين على هؤلاء، وفق تقارير إعلامية.
وفور إعلان التشكيلة الحكومية، عقد ميقاتي مؤتمراً صحفي، وصف فيه الوضع في بلاده بـ”الصعب”، ولكنّه قال إنه “ليس مستحيلاً إذا تكاتف الجميع”.
وشدد وقد بدا عليه التأثّر، على أن دموعه (التي سالت خلال توصيفه للوضع الذي يعيشه لبنان) “جاءت من القلب”.
وتعهد ميقاتي بـ”إجراء الانتخابات النيابية في موعدها”، لافتاً إلى أنه “سيتواصل مع الهيئات الدولية للمساعدة في إنقاذ لبنان”. ودعا الجميع إلى “التعاون من أجل إنجاح الحكومة”.
وتابع “لن أدع فرصة إلا وأدق أبواب العالم العربي، نحن بحاجة إلى العالم العربي، وبحاجة إلى وصل ما انقطع، ولبنان ينتمي لهذا العالم، ولن يتركه أشقاؤه”.
وأضاف “حكومتي عبارة عن فريق عمل يسعى لخدمة لبنان”، وتمثل كل لبنان وليست فئات معينة، ونأمل وقف الانهيار الذي تشهده البلاد”.
ورداً على سؤال حول “الثلث المعطّل”، قال “يكفينا جدل حول الثلث والثلثين، رجاءً تأجيل الحديث في السياسة، لكن أنا كرئيس وزارة أؤكد أن لدي الثلثين الذين يساعدونني حتى أبني لبنان، معي الثلثين من المستعدين لإعادة نهضة لبنان، كلمة ثلث معطل، ما بدنا حط يعطل، واللي يعطل يخرج برّة”. وأضاف: “الوقت الآن للعمل وليس للجدل السياسي”.
وحول رفع الدعم، قال ميقاتي “هناك خطة ستنفذها الحكومة للقيام بإنقاذ البلد، نحن على الآخر، (نشفنا)، ورغبتنا أن لا نرفع الدعم، لكن لا أموال ولا احتياط كي نساعد. نحن في وقت صعب، وقتنا لا ترفيه ولا ازدهار الآن”، مطالباً الجميع بـ”شد الأحزمة”.
وعما إذا كان كلامه عن “وصل ما انقطع” مع الدول العربية يتضمن سوريا، خاصة أن دمشق في الآونة الأخيرة رحبت باستجرار الغاز والطاقة من الأردن إلى لبنان عبر أراضيها، قال ميقاتي “نحن نتعامل مع أي كان، ونمد أيدينا للجميع باستثناء إسرائيل، هذه حكومة من أجل لبنان والمصلحة اللبنانية”.
ودعا وسائل الإعلام اللبنانية إلى “رفع معنويات الشعب، ووقف الإحباط الذي يعيشه الجميع”، حسب تعبيره.
وأفاد الأمين العام لمجلس الوزراء اللبناني، القاضي محمود مكيّة، إن الحكومة الجديدة، برئاسة ميقاتي، تتألف من 24 وزيراً، يتوزعون كالآتي:
نجيب ميقاتي (رئيساً للحكومة)، وسعادة الشامي (نائب رئيس الحكومة)، وبسام مولوي (وزيراً للداخلية)، وناصر ياسين (البيئة)، وعباس الحاج حسن (الزراعة)، وأمين سلام (الاقتصاد والتجارة)، وجورج قرداحي (الإعلام)، وفراس الأبيض (الصحة)، وعبد الله بو حبيب (الخارجية)، وناصر ياسين (البيئة)، ويوسف خليل (المالية)، وعلي حمية (الأشغال العامة)، ومحمد مرتضى (الثقافة)، ومصطفى بيرم (العمل)، وعباس حلبي (التربية)، وعصام شرف الدين (المهجرين)، وجوني قرم (الاتصالات)، وهنري خوري (العدل)، ووليد نصّار (السياحة)، ووليد فياض (الطاقة)، وموريس سليم (الدفاع)، وهيكتور حجار (الشؤون الاجتماعية)، وجورج كلاس الشباب والرياضة)، ونجلا رياشي (التنمية الإدارية)، وجورج دباكيان (الصناعة).
وأعلن مكية، إن أول جلسة للحكومة الجديدة، ستكون الاثنين المقبل بعد التقاط الصورة التذكارية.
وكان لبنان شهد فراغاً حكومياً، بعد إعلان رئيس الوزراء حسان دياب استقالة حكومته عقب الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي، ليتم بعدها تكليف مصطفى أديب بتشكيل الحكومة، إلا أن الأخير قدم اعتذاره عن التشكيل في 26 سبتمبر 2020. وبعد ذلك تم اختيار سعد الحريري لتشكيل الحكومة إلا أنه لم ينجح في ذلك طيلة 9 أشهر، وأعلن اعتذاره في يوليو الماضي. وتم من بعده تكليف ميقاتي بهذه المهمة.