بقلم: بشــير القــزّي
(ملاحظة : أنصح الأشخاص الذين لديهم قناعات مسبقة حول الموضوع أن يتوقفوا عن متابعة القراءة، ولهم الشكر سلفاً)
الطب، بين الماضي والحاضر
لم يصل الطب الى ما آل إليه اليوم إلّا بعد المرور بمعاناة ومخاض استمرّا عصوراً طويلة وتجارب لا متناهية قضى خلالها كثيرون نحبهم قبل الوصول إلى نتائج ملموسة، هذه النتائج تطورت مع الزمن وأدّت فيما بعد إلى شفاء من أعقبهم!
في البدء كنا نسمّي من يعالج المرضى “بالحكيم” نظراً لأنه كان حكيماً في متعدّدٍ من المجالات المختلفة عن مضمار الطب!
لجأ كلّ من مرضَ عبر التاريخ القديم الى شتّى أنواع المعالجات، منها استعمال المراهم المركّبة يدوياً، والشرابات المصنوعة من الأعشاب وحتى من براز الحيوانات كالبول وغير ذلك، ولم ننسَ بعد ما سُمّي بالطب العربي والمجبّر العربي وكان آخر العلاج “الكيّ” (على حسب ما ورد في المثل الشعبي الشهير). ويجب ألّا ننسى ما لجأ إليه كلُّ من عانى من وعكةٍ ما، من اللجوء إلى المشوعوذين أوالرّقاة أو فكّ الحجاب أوحتى ثقب الجمجمة وإلى ما هنالك…
أما التطورات التي حدثت خلال ما لايتجاوز الخمسة عقود الأخيرة فإنها قد فاقت مجموع ما توصّل إليه العلم خلال آلاف السنين التي سبقت! وإذ أستعرضُ ما مررتُ به شخصيّاً خلال حياتي، ومن خلال الأوضاع الصحيّة التي مررتُ بها، والتي استلزمت إجراءات طبّية، أستنتجُ أنّي لو كنتُ قد وُلدتُ في زمن سبق تاريخ ولادتي بأربعين عاماً فقط، لما كنت قد عمّرتُ إلى ما إلتُ إليه اليوم!
بعضٌ مما توصّل إليه الطب هو أنه بات بمقدورنا معرفة جنس المولود قبل ولادته، وبإمكاننا أيضاً التأكيد بواسطة الحمض النووي على أن الولد إبن أبيه، وبإمكان الطب أن يُولِدَ طفلاً من أبوين خارج رحم أمه وإلى ما هنالك من ابتكارات طبيّة وعلمية!
الدين بين الماضي والحاضر
• ما هو الدين؟
الدين هو الإيمان بخالق أعظم خلق الدنيا وما عليها. وأما اتباع التعاليم التي رافقته ما هو إلّا استكمال للعبادة!
• هل غطّت الأديان مجمل أوضاع الحياة؟
قد يكون ذلك وقد لا يكون، والله أعلم! في معظم الأوضاع، نجد أن الكثير من علماء الأديان يصدرون آراء بخصوص كل مستجدات الطبابة وينهون عن بعضها وقد يقبلون البعض الآخر! هل يعني رفضُهم ان رأيهم يأتي من عند ربهم وقد أوكلهم بذلك؟ ليس لدي الجواب الشافي وما عند الخالق ليس عند عبيده!
خلاصة:
لا يوجد لدي الكفاءة اللازمة للحكم بموضوع إيجار الأرحام ودحضه أو الموافقة عليه. إلّا أنه ممّا لا شكّ فيه، أنه لو أراد الله منعه لَما جعل حدوثه ممكناً! وإذا كان الرضوخ إلى الحال التي خلَقنا ربّنا عليها ما يجب اتباعه، فهل يعني ذلك أن الذي فيه علّة يجب أن يستسلمَ لها ولا يحاول شفاءها؟ وعلى سبيل المثال:
• من تلفَتْ كليتاه أعليه ان ينتظر مماته ولا يلجأ الى استبدال كليته؟
• من ضعفَ قلبه أيجب ان لا يخضع إلى عملية قلب مفتوح أو يلجأ إلى استبدال قلبه بقلب سليم؟
• عند انتشار جائحة أو وباء ما بين البشر، أمن الواجب عدم التلقيح وانتظار ما سيحدث دون أدنى وقاية؟