بقلم: كنده الجيوش
هل نحمي الارض اولا ام نستكشف ونغزو الفضاء؟ ونتبارى من كان اسرع بالوصول لموضوع السياحة الى الفضاء؟ هذه تساؤلات يطرحها الكثير من الناس ومن السياسيين ووسائل الاعلام والمؤسسات والمنظمات الدولية واحيانا من شخصيات بارزة اصبحت تعنى اكثر فاكثر بموضوع البيئة والأرض.
ومن هذه المواقف تصريحات ادلى بها الأمير ويليام —الوريث للعرش البريطاني خلف ابيه الأمير تشارلز وجدته الملكة الحالية إليزابيث — انتقد فيها سعي البعض المحموم لزيارة وسياحة والاستفادة من الفضاء وتقديمهم إياها على الجهود لحماية الارض.
ويسعى بعض المليارديرات في العالم مثل جيف بيزوس وريتشارد برانسون وايلون ماسك، هم يسعون وبحماسة لسياحة الفضاء ويستثمرون في هذا الامر مئات الملايين من الدولارات.
وسبب تميز هذه التصريحات للأمير ويليام عن غيرها من شخصيات كبيرة هي ندرة هذا النوع من المواقف من العائلة المالكة البريطانية ذات التاثير العالمي الكبير رغم انها محدودة التدخل بالحكم.
وحقيقة هذا موقف متقدم وشجاع لرجل في مثل منصبه الذي يسترعي الكثير من الديبلوماسية بالتعامل مع الامور وربما عدم اعلان المواقف الواضحة او الانتقاد الصريح احيانا. وربما ما ساعده في هذا الموقف — الذي بقي في إطار ديبلوماسي ومحسوب— انه لم يكن انتقادا شخصيا وإنما دعوة لحماية الارض وإصلاحها وان تكون لها الأولوية. ولعله كان الصدى لما يدور بخلدنا جميعا.
وتتصاعد أصوات الانتقاد مثل تلك التي صرح بها الأمير ويليام وتطالب باستخدام هذه الموارد لإصلاح المشاكل البيئية وغيرها على كرتنا الأرضية بدلا من تبذيرها على مشاريع مكلفة وربما غير مفيدة.
تصريحات ويليام وتصريحات مشابهة بضرورة الاهتمام بالبيئة من قبل الملكة إليزابيث بالإضافة الى قادة عالميين كثر تأتي لتؤكد أهمية موضوع البيئة وتشير الى تغييرات في الرأي العالمي في هذا الاتجاه والى تعالي الأصوات كي نعمل لنترك للأجيال المقبلة أرضا سليمة للعيش. وطبعا هي تتبع تصريحات كثيرة مشابهة لشخصيات كبيرة ورفيعة المناصب على المستوى العالمي.
هل اصبح البعض من هؤولاء المليارديرات مترفا وبعيد الصلة عن واقع الحياة لدرجة انه يرى انجازا ضخما بزيارة الفضاء والسياحة في الفضاء بينما يموت من العطش والأمراض ونقص الدواء الملايين من الاطفال سنويا! يبدو ان الامر كذلك.
وكم سعدنا بسماع الأمير ويليام وغيره ممن تجرؤا على انتقاد هذا الامر.
العالم يتغير كل يوم وبينما يسير البعض من الشخصيات والاسامي اللامعة في العالم باتجاه البعد عن الواقع وربما بعض الأنانية من خلال ترتيب امورهم وحدهم.. يفكر اخرون كيف يمكن لهم ان يحسنوا من تصورهم للأمور ويطوروا علاقتهم مع الشعوب والأرض ومواردها حول العالم ويسعون لمصلحة المجتمع ككل.
حقيقة لطالما لم تكن فكرة زيارة الفضاء واستثمار المليارات في هذا الامر امر مستحب للكثير منا وخاصة انه هذه الأموال كان يمكن استخدامها للبحث لحل مشكلة العطش وشح المياه والمجاعات التي تلحقها. وربما بعض الاستثمار لمعالجة أمراض لازالت الانسانية ترزح تحت نيرها.
الارض قبل الفضاء