وفقاً لبيانات اللجنة المنظمة للانتخابات الكندية (Elections Canada)، وهي لجنة مستقلة، أدلى أكثر من 130.000 كندي بأصواتهم في الانتخابات الفدرالية العامة لغاية يوم أمس، أي حتى منتصفِ الحملة الانتخابية التي انطلقت رسمياً في 23 آذار (مارس) والمستمرة لغاية عشية يوم الانتخابات الموافق يوم الاثنين 28 نيسان (أبريل).
ويفوق هذا العدد ضعفيْ عدد الأصوات التي تم الإدلاء بها في المرحلة نفسها في الانتخابات الفدرالية الأخيرة التي جرت في أيلول (سبتمبر) 2021.

ويمكن تفسير هذا الأمر بأنّ معظم الكنديين قد اختاروا من سيقترعون له، كما يشير استطلاع جديد للرأي.
وحتى يوم الثلاثاء كان حوالي 348.000 كندي قد طلبوا الحصول على بطاقة اقتراع خاصة، وفقاً للجنة الانتخابات.
وتسمح قواعد الانتخابات الكندية للناخبين بالتصويت في أيّ وقت خلال الحملة الانتخابية، طالما أنهم يعرفون اسم المرشح الذي يرغبون في انتخابه.
فبواسطة بطاقة اقتراع خاصة، يمكن للناخب التصويت عن طريق البريد أو في مركز اقتراع للجنة الانتخابات الكندية في دائرته الانتخابية، وذلك لغاية 22 نيسان (أبريل).
وتختلف بطاقة الاقتراع الخاصة عن تلك التي تُعطى للناخب يومَ الانتخابات في 28 نيسان (أبريل) أو أيامَ الاقتراع المسبَق من 18 إلى 21 نيسان (أبريل).
فبدلاً من بطاقة تضمّ القائمة الكاملة للمرشحين في دائرة الناخب، لا تتضمّن بطاقة الاقتراع الخاصة أيّ اسم ويتوجب على الناخب أن يكتب عليها بنفسه اسم المرشّح الذي يرغب بإعطائه صوته.
وتتمثّل كلّ واحدة من الدوائر الانتخابية الـ343 في كندا بنائب واحد في مجلس العموم وفق نظام انتخاب أكثري بدورة واحدة.
ويفيد استطلاع للرأي أجرته مؤسسة ’’ليجيه‘‘ لحساب وكالة الصحافة الكندية أنّ 61% من الأشخاص المستطلَعين قالوا إنهم اتخذوا قرارهم النهائي بشأن تصويتهم، بينما قال 37% آخرون إنّ خيارهم غير نهائي ولا يزال هناك احتمال بأن يغيّروا رأيهم.
وقال ما لا يقل عن 68% من مؤيدي حزب المحافظين الكندي إنّ قرارهم نهائي، فيما قال الشيء نفسه 65% من مؤيدي حزب الكتلة الكيبيكية الذي لا يقدّم مرشحين سوى في مقاطعة كيبيك، و61% من مؤيدي الحزب الليبرالي الكندي، و45% فقط من مؤيدي الحزب الديمقراطي الجديد (NDP / NPD) اليساري التوجه.
وقال 44% من المستطلَعين إنهم سيصوتون للحزب الليبرالي بقيادة رئيس الحكومة المنصرفة مارك كارني، فيما قال 37% إنهم سيصوتون لحزب المحافظين بقيادة بيار بواليافر، و8% للحزب الديمقراطي الجديد بقيادة جاغميت سينغ، و4% للحزب الأخضر الكندي.
وفي كيبيك، المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية، قال 42% من المستطلَعين إنهم سيصوتون لليبراليين، في حين حصل كلّ من حزب الكتلة الكيبيكية وحزب المحافظين على 23% من نوايا التصويت.
وشمل الاستطلاع 1.631 كندياً بالغاً، أي من سنّ الـ18 فما فوق، وأجرته مؤسسة ’’ليجيه‘‘ عبر الإنترنت بين 4 و6 نيسان (أبريل) الجاري.
ولا يمكن تحديد هامش خطأ للاستطلاعات عبر الإنترنت لأنها لا تأخذ عيّنات عشوائية.
وتجري الانتخابات العامة الحالية فيما تجتاز علاقات كندا بالولايات المتحدة، جارتها البرية الوحيدة وشريكها التجاري الأول، أزمة غير مسبوقة على خلفية الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الكثير من الواردات من كندا، بعد أن هدّد بفرضها منذ ما قبل تسلّم مهامه رسمياً، وأيضاً بسبب كلامه المتواصل، منذ ما قبل تسلّم مهامه أيضاً، عن أنّ كندا يجب أن تكون ’’الولاية الـ51‘‘ في بلاده وأنه ’’مُقدَّر لها‘‘ أن تكون كذلك.
(نقلاً عن موقع راديو كندا )