بقلم: الدكتور غازي الفنوش
بينما يطل علينا فصل الخريف هنا في مونتريال بروعة وجمال الوvان الاشجار وتناسقها، الامر الذي يعكس الحياة النابضة ويبعث البهجة في النفوس .
هو ايضا يحمل بين طياته امراضا موسمية تنتشر مع بدايته نتيجة تغير المنظومة المناخية ، لذلك تكثر حالات الزكام ونزلات البرد والانفلونزا ويزداد طلب الإجازات المرضية وبالتالي يتاثر اقتصاد البلد بشكل سلبي .
نزلات البرد والزكام هي الاكثر شيوعا ، وغالبا يستمر المرض من سبعة إلى عشرة أيام يتعافى المريض بعدها ،، أما في حالات الإنفلونزا فتكون الأعراض أشد وطأة وخطورة ، لأنها قد تتطور من حالة اعتيادية إلى حالة اسعافية تستدعي بقاء المريض في المستشفى لتلقي المعالجة المكثفة والمراقبة الطبية الفعالة ، لذا يتوجب علينا تجنب تلك الأمراض والوقاية منها قدر المستطاع ، وفي هذا الخصوص اعلنت وزارة الصحة عن البدء بتنفيذ حملة وطنية للتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية ابتداء من ١٤ أكتوبر ٢٠١٩ ووجهت دعوتها لكافة أفراد المجتمع إلى المبادرة للحصول على تطعيم الأنفلونزا ، وتأتي هذه الأنشطة استمرارًا للجهود التي تقوم بها وزارة الصحة للحفاظ على صحة وسلامة المجتمع ، وتعزيزالوعي الصحي…
ان فيروسات الإنفلونزا هي من فئة RNA وتنقسم لثلاثة سلالات A ، B ، C . والغالبية العظمى من الأعراض تسببها السلالتان A ، B . وتنقسم فيروسات الإنفلونزا سلالة A إلى العديد من الأنواع الفرعية ، ولكن عادة ما ينتشر نوعان فرعيان على نحو أوسع خلال الموسم الواحد . و تسمى لقاحات الإنفلونزا لقاحات ثلاثية السلالة ؛ لأنها تحتوي نوعين فرعيين من فيروسات الإنفلونزا A ونوع واحد من فيروس الإنفلونزا B فقط.
تتميز فيروسات الإنفلونزا بالطفرات المتعددة ، أي تستطيع تلك الطفرات ان تتسبب في تغيير شكل الفيروس مما يمكنها من التغلب على الجهاز المناعي للإنسان ، ولمواكبة هذا التغير في الطفرات ، فإن القائمين على تحضير لقاح الإنفلونزا يعملون على تغيير لقاحات الإنفلونزا الموسمية سنويّا لتتناسب مع السلالات المنتشرة كل شتاء هذا وقد بينت إحصاءات منظمة الصحة العالمية أن الإنفلونزا الموسمية تصيب سنويًّا حوالي 600 مليون شخص ، ويموت بسببها ما يصل إلى 500,000 نسمة ، وتتراوح فترة حضانة فيروس الإنفلونزا بين 1 – 4 أيام . وتبدأ عادة الأعراض في الظهور في اليوم الثاني من العدوى . يتميز مرض الإنفلونزا بحمى مفاجئة ، وقشعريرة والتهاب في الحلق ، مع صداع شديد ، وألم عضلي ، وشعور بتعب شديد وإرهاق …
تنتشر الإنفلونزا الموسمية عن طريق استنشاق حبيبات الرذاذ الحامل للفيروسات والمتطاير في الهواء من الشخص المصاب عند السعال أو العطاس ، كما يمكن للفيروس الانتشار عن طريق لمس الأسطح الملوثة بفيروس الإنفلونزا ومن ثم لمس العينين أو الأنف أو الفم .
وللوقاية من العدوى ينبغي اتباع آداب السعال والعطاس (تغطية الأنف والفم عند السعال أو العطاس) والمداومة على غسل اليدين بانتظام.
ولكن الطريقة الأفضل للوقاية من الإنفلونزا ومضاعفاتها الخطيرة هي بالحصول على لقاح الإنفلونزا كل عام .
هناك نوعان من لقاح الإنفلونزا :
- لقاح الإنفلونزا عن طريق الحقن: وهو عبارة عن لقاح يحتوي على فيروس مُعطل (Inactivated vaccine)، يُعطى عن طريق الحقن للأشخاص من عمر 6 أشهر وأكثر بما في ذلك الأشخاص البالغين الأصحاء والنساء الحوامل ومن يعانون أمراضًا مزمنة.
- لقاح الإنفلونزا بالأنف عن طريق الرذاذ ( Nasal-spray flu vaccine) ويحتوي هذا اللقاح على فيروس حي مُضعّف لا يتسبب في مرض الإنفلونزا. ويعطى من سن 2 – 49 سنة ولا يعطى للنساء الحوامل والأطفال دون السنتين وكبار السن فوق 65 سنة.
بعد أخذ اللقاح يقوم الجهاز المناعي بإنتاج الأجسام المضادة للفيروس والتي قد تستغرق أسبوعين ، يكتسب بعدها الجسم المناعة الواقية من العدوى بفيروساتالإنفلونزا ،،،!!
ويتم إنتاج لقاحات الإنفلونزا باستخدام بيض الدّجاج حيث يُحقَن الفيروس داخل البيض ، ويترك يتكاثر ثم يمرر اللقاح بعد ذلك عبر عمليَّة كيميائيَّة تؤدي إلى موته ..
ينصح بعدم تناول حقنة لقاح الإنفلونزا لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية ضد البيض ، لأن معظم أنواع لقاحات الإنفلونزا تحتوي على كمية صغيرة من بروتين البيض . كما يفضل عدم أخذ اللقاح للشخص الذي حصل عنده رد فعل حاد بعد تناول اللقاح سابقا .
هذا ومن ناحية أخرى تزداد مضاعفات الإنفلونزا لدى مرضى الربو ، وكذلك مرض السرطان وداء السكري ، ومرضى نقص المناعة الإيدز (AIDS) وأمراض الكلى والكبد .
وقدأظهرت دراسة بريطانية حديثة أن جنس المريض قد يلعب دورا مهما في التعافي بسرعة عند الإصابة بالإنفلونزا ، وأشارت تلك الدراسة إلى أن الرجال قد يتماثلون للشفاء بسرعة من الإنفلونزا مقارنة بالنساء . حيث أكدت بأن جسم الرجل يمكنه إنتاج كمية كبيرة من بروتين «أمفيريغولين» الذي يعمل على ترميم الأنسجة والمساهمة في تماثل الرئتين للشفاء بشكل سريع ..!!
لاريب أن الإنفلونزا من الأمراض الوبائية التي تهدد العالم بأسره ، ولا تستثني جنسا أو عمرا ،، وللوقاية من عدواها علينا التركيز على الغذاء الصحي وتناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين- D و فيتامين- C , وكذلك تناول عصير الليمون مع الزنجبيل والعسل ، والاكثار من تناول السوائل ، والحفاظ على النظافة العامة ، وغسل اليدين بإستمرار ، والحرص على أخذ اللقاح إذا انتشرت الإنفلونزا على شكل وبائي ،،!!
خذ اللقاح … ونم قرير العين