بقلم : خالد بنيصغي
لا زال الإنسان العربي في حزن الأمس ..
لا يدري من سرق في غفلة قرص الشمس ..
لا يعرف من سحق الأماني بالركل والرفس ..
وداس على روح الوطن بالسحل والدحس ..
لم يعد في بلادي أمن فقد مات الجند والعسس ..
زاد الجهل ، ومات العلم في أحضان الدرس ..
مات البطل ، سقط الفارس من صهوة الفرس ..
ضاع الشرف العربي حين ضاع القدس ..
وضاع المسلم بين إسلام العرب ودين الفرس ..
مات الغضب العربي ومات الحُلْمُ والحدس ..
رقص النساءُ الميوعة كلَّها في ليالي الأُنس ..
وتحدَّثَ الجسدُ لغة قتلت أخلاق النفس ..
ماذا تَبَقَّى في عتمةِ الليل ووداع الغَنَس ؟؟
ماذا تَبَقَّى للعربي من أمل بعد هذا اليأس ؟؟
أبعد موت الأرض رجاءٌ في الزرع أوالغرس ؟؟
وبعد الكابوس حلم ورديٌّ لطرد النحس ؟؟
فمتى يستطيع العربي استرجاع قرص الشمس ؟؟
هل من الصُّدَفِ أن يعيش جل العرب الحرب ؟؟
هل من الصُّدَفِ أن يحيى الظلمَ والسلبَ والنهب ؟؟
وهل من العجب أن نكره بعضنا من صميم القلب ؟؟
أين الحب ، أين الود والشهامة يا عرب الغُلب ؟؟
أين تاريخنا وشعرنا والعلم والمقام والأدب ؟؟
أننسى أن كنا أحسن الأمم أم غاب عنا السبب ؟؟
أم أن طريقنا ضل ولم نرى كيف نصل الدرب ؟؟
نسأل إن كان شيء من شيم أو حق في العرب ؟؟
نعيش غدا بحسرة عمن باع الوطن وباع الشعب ..
لا ندري كيف رسمنا الصورة قاتمة بالحزن والغضب ؟؟
وكيف تسمرنا مكاننا نعشق الجهل واللعن والسب ؟؟
حالنا يبكي ونحن صامتون كاظموا الغيظ والكرب ..
والتاريخ يسجل أننا أسوأ العرب في الأزمان والحِقب ..
ولم نسجل في الجِدِّ فخرا ، ولا نجحنا في اللهو واللعب ..
ساءت أحوالنا وسخر الغرب منا ، وبكينا من الكذب ..
فيا أمة ضحكت من خبثها أمم من الدهشة والعجب ..