بقلم: كيندة الجيوش
كانت النصيحة الاولى المهمة التي تلقاها أغلبنا حين وصلنا كمهاجرين جدد من اجل الاندماج في سوق العمل أو التعرف على المجتمع الحاضن الجديد هي: تطوعوا مع المؤسسات والمنظمات الاجتماعية الخاصة او الحكومية الخيرية التي تقدم مختلف الخدمات. وأحيانا كثيرة يمكن التطوع مع شركات خاصة وغيرها من اجل التعرف على جو العمل والمجتمع وشروطه وطبيعته.
وبعضنا – ليس كلنا- لم يكن يدرك أهمية التطوع لأسباب متعددة ولكن جزء منها نابع من ان بعض بلادنا لا تنتشر فيها ثقافة التطوع بشكل منظم وحثيث. وان كانت بعض الثقافات والمفاهيم والقيم الاجتماعية للتكافل والتعاون تعوض قليلا.
وبالعودة الى بلدنا الام الجديد كندا، فان التطوع يعتبر من اهم ركائز المجتمع لأنه يرسخ لفكرة اننا نحس بالآخرين ونرغب بمساعدتهم ونعطي المجتمع مثلما نأخذ منه.
وبالنسبة للمهاجرين الجدد فهو طريقة مثلى للتعرف على المجتمع الجديد ومفاهيمه وأساليب العمل وتطوير اللغة وملء الفراغ بطريقة إيجابية ومفيدة حيث يحس المهاجر الجديد بأنه عضو فعال ومفيد في المجتمع، وليس أفضل من هذه الطريقة لمن وصل حديثا ليتعرف على ثقافات جديدة لمهاجرين جدد مثله أو على القيم الكندية الجديدة التي تحكم المجتمع وتثبت إيجابية افراده تجاه بعضهم البعض.
وهناك الكثير من المنظمات والجمعيات والمؤسسات التي تسعى دوما الى تسجيل متطوعين جدد في مجالات متعددة مثل مساعدة الكبار في السن، مساعدة من فقدوا نظرهم أو حركتهم، مساعدة الأطفال المهاجرين أو غير المهاجرين في واجباتهم المدرسية، الترجمة بشكل طوعي للأهالي في اجتماعات المدارس، مساعدة الشبان الصغار في تجاوز مراحل عمرية وتجارب صعبة بشكل إيجابي وفعال وبناء الشخصية القوية وغيرها الكثير.
قائمة هذه المنظمات وما يناسب خبرة كل منا طويلة ولكن المؤسسات البلدية في كل حي يمكن ان تساعد في هذا البحث وإعطاء اسماء المنظمات وتفاصيل عناوينهم وأرقام هواتفهم.
التطوع قيمة اجتماعية منظمة بشكل جيد في كندا وهي طريقة مثلى لنعطي المجتمع مثلما نأخذ منه.