كلف الرئيس اللبناني ميشال عون رئيس الوزراء الأسبق والسياسي السني سعد الحريري بتولي منصب رئيس الوزراء امس الخميس لتشكيل حكومة جديدة لمعالجة أعمق أزمة تواجهها البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990.
وبعد ترشيحه لرئاسة الوزراء للمرة الرابعة، قال الحريري إنه سيشكل “حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين، مهمتها تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية، التي التزمت الكتل الرئيسية في البرلمان بدعم الحكومة لتطبيقها”.
إلا أنه يواجه تحديات كبرى لتجاوز الصعاب على الساحة السياسية التي تقوم على المحاصصة الطائفية كي يتمكن من تشكيل حكومة عليها معالجة قائمة طويلة من المشكلات منها الأزمة المصرفية وانهيار سعر العملة المحلية وارتفاع معدلات الفقر وتضخم الدين الحكومي.
وسيتعين على الحكومة الجديدة كذلك مواجهة ارتفاع حالات كوفيد-19 وتداعيات انفجار ضخم وقع في مرفأ بيروت في أغسطس وأودى بحياة ما يقرب من 200 شخص وأوقع خسائر بمليارات الدولارات.
ودفع الانفجار الحكومة الحالية التي خلفت حكومة الحريري السابقة للاستقالة.
وشغل الحريري (50 عاما) منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات من قبل، وهو منصب يشغله مسلم سني في نظام المحاصصة الطائفية بلبنان. وأطاحت احتجاجات حاشدة اندلعت قبل نحو عام بحكومته الائتلافية السابقة، غضبا من النخبة الحاكمة بسبب عقود من الفساد والهدر داخل أجهزة الدولة.
وكان الحريري المرشح الأوحد في مشاورات اليوم الخميس، وحظي بدعم غالبية نواب البرلمان.
وقال للصحفيين “أتوجه إلى اللبنانيين الذين يعانون الصعوبات إلى حد اليأس، بأنني عازم على الالتزام بوعدي المقطوع لهم، بالعمل على وقف الانهيار الذي يتهدد اقتصادنا ومجتمعنا وأمننا، وعلى إعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ الرهيب في بيروت”.
وتابع “سأنكب على تشكيل الحكومة بسرعة”.
المصدر: رويترز