عقب التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأمريكيين، حول عملهم على حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وفق خطة “حل الدولتين”، ورفض مخططات ترحيل سكان الشيخ جراح، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن مصداقية الإدارة الأمريكية ورئيسها جو بايدن ووزير خارجيتها أنتوني بلينكن باتت “على المحك”.
وأكدت الخارجية أن ذلك سببه أن إسرائيل تواصل إحراجهم من خلال تصعيد الاستيطان وعدوانها على الشعب الفلسطيني.
وأبدت الوزارة استغرابها مما يجري، وتساءلت: “كيف ستتصرف الإدارة الأمريكية إزاء إحراجات إسرائيل المتواصلة لها؟ وهل سترضى أمام هذا الإصرار الاسرائيلي على إحراجها دوليا وتحديدا فلسطينيا وعربيا وإسلاميا وربما أوروبيا وبالتالي ستفقد مصداقيتها وأهليتها وقدرتها على التأثير في قضايا منطقتنا، إن لم يكن في القضايا العالمية، أم أنها ستفرض هيبتها عن طريق الدبلوماسية؟”.
كما تساءلت الخارجية “عما ستفعله الإدارة الأمريكية حيال هذه الاختبارات الإسرائيلية المتكررة والرسائل القوية إلى كل من يعنيه الأمر في الحزب الديموقراطي الأمريكي؟”.
وأعربت الوزارة عن رغبتها في نجاح إدارة بايدن أمام الاختبارات الإسرائيلية “عبر تثبيت مصداقيتها وكلمتها وتنفيذ مواقفها وسياساتها”، وقالت: “هذا سيعتمد على التصرف الأمريكي حيال التعنت الإسرائيلي وعلى الأرض، حتى قبل أن تبرد الكلمات التي أطلقها بلينكن في كل من رام الله والقدس المحتلة والقاهرة وعمّان”.
كما أدانت الخارجية مصادقة سلطات الاحتلال على بناء 560 وحدة استيطانية جديدة جنوب شرق بيت لحم، بهدف توسيع المستوطنات المقامة على أراضي المواطنين في تلك المنطقة، وبما يؤدي إلى الاستيلاء على آلاف الدونمات وتخصيصها لأغراض التوسع الاستيطاني، وعزل القرى والبلدات الفلسطينية بعضها عن بعض وتحويلها إلى جزر متناثرة تغرق في محيط استيطاني، علما بأن مجموعة من المستوطنين قامت بالسيطرة قبل يومين على مبنى قديم في قرية الرشايدة وحولته إلى بؤرة استيطانية جديدة.
كما استنكرت عمليات التجريف والاعتداءات المتواصلة على الأراضي الرعوية والزراعية في الأغوار الشمالية، وفي منطقة جنوب نابلس، وجنوب الخليل.
وحملت الوزارة حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة والمباشرة عن عمليات التوسع الاستيطاني وسرقة أراضي المواطنين الفلسطينيين، محذرة من نتائجها الكارثية على فرص تحقيق السلام على أساس مبدأ “حل الدولتين”.
وكان وزير شؤون القدس فادي الهدمي، قال إن القيادة تنظر بـ”إيجابية” إلى قرار الإدارة الأمريكية إعادة فتح قنصليتها العامة بالقدس الشرقية، بما تحمله هذه الخطوة من دلالات سياسية هامة وكبيرة. وأعرب الهدمي، في بيان له عن الأمل بأن تنجز الإدارة الأمريكية هذه الخطوة قريبا، كخطوة نحو الاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.
كما أعرب الهدمي عن أهمية المواقف التي عبّر عنها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن برفض الاستيطان وهدم المنازل وإخلاء المنازل من أصحابها الشرعيين، وأشار وزير شؤون القدس إلى أن معارضة بلينكن لإخلاء العائلات من منازلها بالشيخ جراح وسلوان يجب أن يواكبه ضغط حقيقي على الحكومة الإسرائيلية لوقف إجراءات التهجير العرقي المرفوضة دوليا.