بقلم: فـريد زمكحل
بخطوات رشيدة واثقة تُعاقب روسيا «بوتين» دول الاتحاد «الأمروأوروبي» على تدخلهم غير المشروع في أوكرانيا بما يهدد المصالح الروسية في هذه المنطقة الحيوية من العالم بصورة مباشرة، و قد توقعت ذلك قبل أن يحدث، وقلت بعد أن حدث بأن روسيا نجحت في تشكيل ملامح النظام العالمي الجديد الحاكم للعالم رغم أنف حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي، بعد أن فقدت الغالبية العظمى من دول العالم ثقتها في إدارة القطب الواحد لشئون العالم لعدة أسباب من أهمها:
1- تبنيه للسياسات غير العادلة كخارطة طريق في تعاملاته مع العديد من القضايا المهمة وتهدد أمن واستقرار العالم بمكيالين.
2- تبنية ووقوفه المباشر وراء صناعة الأكاذيب وتزييف الحقائق من خلال آلة إعلامه العملاقة والقادرة على التأثير المباشر في الرأي العام العالمي وثبت ضلوعها ووقوفها المباشر في تصدير الأخبار الكاذبة ضد كل من يعارض سياستها التوسعية للقطب الواحد لحكم العالم بدءاً بأحداث تفجير برجي التجارة في 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية بوابة العبور غير المشروع لخلق الأكاذيب وبداية الحرب الأمريكية من طرف واحد على العراق وقتل رئيسه بدون توفير محاكمة عادلة له، وإعدامه بصورة غير مسبوقة وغير مقبولة وسط أكاذيب وصمت عالمي مخجل تبعه التدخل السافر في شئون المنطقة تحت مسمى الربيع العربي بدءاً من تونس مروراً بمصر وصولاً لسوريا وليبيا والسودان، ما دفع بدول وشعوب المنطقة للسقوط في بحور الظلمات والتخلف الداعشي المخيف، هذا بخلاف الحرب الأمريكية في أفغانستان، والحرب الدائرة حالياً بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية لاستنزاف مواردهما المالية والبترولية والسيطرة عليهما.
في الوقت الذي تغافل فيه عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، واحتلال وضياع الجولان السورية إلى أجلٍ غير مسمى.
هذا بعض مما أصاب العالم جراء السياسات الفاشلة التي اتبعها «القطب الواحد» في إدارته لشئون العالم، ومازال يحاول إتباع نفس النهج في الحرب الروسية الأوكرانية الذي فرضها فرضاً على روسيا غير مدركاً لعواقبها الوخيمة والمؤثرة على اقتصاده واقتصاد حلفائه الذين ظنوا بأن في إمكانهم معاقبة الدب الروسي وتحطيم قدراته العسكرية والاقتصادية من خلال حزمة عقوبات عشوائية ارتدت عليهم وأصابتهم في مقتل، حيث اهتز الاقتصاد وارتفعت أسعار جميع السلع التموينية والمعيشية وكافة منتجات المحروقات البترولية في جميع أنحاء العالم والبقية تأتي …
وأتوقع قيام روسيا بتوجيه ضربات قوية ضد فنلندا إذا ما أعلنت رسمياً عن إنضمامها لحلف الناتو سيتبعها تحرك صيني تجاه تايوان بدعم روسي إيراني كوري شمالي في القريب العاجل إيذاناً ببداية نظام عالمي جديد ستتغير فيه الكثير من المفاهيم القديمة على جميع الأصعدة المالية والاقتصادية والسياسية والمجتمعية الحاكمة للعالم في الوقت الحالي.
وغداً لناظره لقريب!