بقلم: كنده الجيوش
ويمكن للبعض أن يكون عظيما وهو يمشي بيننا ويقدم محبته للجميع وشيئا من روحه الجميلة بكل تواضع مثلما كان يفعل الدكتور الراحل بشار الصلح رحمه الله الذي رحل عن دنيانا هذا الشهر ليكون مع الكريم في عليائه.
الدكتور بشار الصلح وهو كندي من أصل سوري من أقدم وألمع الأطباء العرب في كندا. عرف عنه خدمته لمرضاه حتى في أصعب الأيام وأصعب الأوقات وحتى دون أي مقابل مادي في كثير من الأحيان. وعلى الصعيد المهني يشهد للدكتور بشار بجودة الخدمة والأداء ويتجلى ذلك في مواقع تقييم الأطباء.
وعمله الطيب جعل أرواح الناس ومحبتهم تحمله في القلوب في الدنيا وفي رحلته الأخيرة هذا الشهر في القلوب وعلى الأيدي. خسارته كبيرة للجالية في مونتريال ولكنه الآن عند رب كريم.
الدكتور بشار الذي طالما كان يحب السلام بين الناس جميعا وبين الأديان وبين الشعوب ويقول ويعمل بمبدأ «الصلح خير» وهو أساس اسمه وعائلته ونهجه بالحياة. الدكتور بشار أسس مراكز طبية كثيرة في منطقة مونتريال وقد كان آخرها مركز ابن سيناء الطبي في غرب مونتريال.
ومما قيل عنه: «على الصعيد الإنساني يتميز الدكتور بشار الصلح بالطيبة والإحسان والتسارع الى الخير. لم توصد يوما عيادته الطبية أمام المحتاجين وعابري السبيل وهم كثر من كان بحاجة الى طبيب ولم يكن يتمتع بتأمين صحي ولا بموارد مالية. لا تفارقه البشاشة والابتسامة التي كانت كفيلة بحل النزاعات حين التوسط في الخلافات.»
وعلى الصعيد الاجتماعي في الجالية كان الدكتور بشار رحمه الله من رواد المشاريع الخيرية والقضايا النبيلة التي تهم المجتمع ككل والجالية المسلمة والعربية تحديدا. وترأس المنتدى الإسلامي الكندي وشجع بشدة على الاندماج الواعي في المجتمع الكندي وترقية المواطنية عند الجالية وتحسين صورة المسلمين في المجتمع الكندي وسعى بكل جهده التقريب بين الثقافات وتذويب جليد الخوف والتمييز والعنصرية.
وعندما فتحت كندا الباب لاستقبال اللاجئين السوريين أسس منظمة غير ربحية هي الائتلاف الكندي لمساعدة السوريين «كاسا» جميعا وبغض النظر عن أي توجهات في كل جوانب حياتهم الجديدة في كندا.
البعض من الناس يدخل القلوب ومحبة الناس لا تخفي نفسها لان أعماله سبقته الى الأرواح وهذه كانت حال الدكتور بشار الصلح الذي ستبقى ذكراه في قلوبنا جميعا وفي أعمال الخير التي تركها لنا.
وأما أنا وأسرتي سنذكره بكل خير ومحبة دوما ليس لأنه صديق الأهل والأسرة في سوريا وحسب ولكن لأنه كان دوما اهلًا وأخاً كبيراً لنا جميعا حتى في كندا.
خالص العزاء للجالية العربية ولزوجته العزيزة ميساء المالكي وابنه خالد وابنتيه سمية وغالية وجميع الأهل والمحبين.