بقلم: أمال مُزهر
احببتها عشقتها أتمنى ان يلف ترابها جسدي أحببتها بشيبها وشبابها حريمها وصباها بنسيمها وعطرها الدائم الياسمين الأبيض كقلوب سكانها.
دمشق حضنتني وانا صبية في ريعان الشباب عروسة. منذ العقد السادس من القرن الماضي كانت سوريا مزدهرة وحضورها بين الدول متميز ومعرضها الدولي السنوي من أهم منجزاتها ودورها في إنعاش السياحة والتجارة والصناعة أدى إلى تصنيفها بين الدول المنتجة المزدهرة بالصناعات كافة.
الشام ومن يعاشر شعبها يلمس حبهم للعائلة والتزامهم بأعمالها ولم يتجاهلوا راحتهم وفرحهم بنهاية الأسبوع وهو يجمعهم وينطلقوا لخارج المدينة لقضاء يومهم بسعادة وفرح. هذه سوريا الشام تجمع كل الفرح ومن يعرف أسواقها الغنية الشهية التي تجد فيها كل ما تشتهي شارع الحمراء والمتاجر الراقية وآخر موضة يفصل ما بينها سوق الشعلان وأسواق اللحوم والاجبان والخضار والبقول والفاكهة مرصوفة بعناية وزوق وكل صنف من الخضار جاهز لست البيت من مآكل ومشارب ولا أخفيك اللحوم الطازجة تأكلها وانت مطمئن من سلامتها، الأسواق الشعبية بالميدان ليلها نهار ونهارها ليل، والشيخ محيي الدين وسوق الهال تجد لبن العصفور، اما اللوحات للحلويات التشكيلية كأنها رسوم مرسومة بأنامل فنان. وما أدراك عن البوظة العربية الشهية بالحميدية السوق الشعبي وانت تشاهد المطارق وقوة رجالها وهم يقدمون طلبات الزوار. وأسواق العرائس وما يسمونه بسوق الحرير هذه هي الشام كل شارع وزاوية حكاية، أسواق الحريقة ومحتوياتها تأخذك للملابس الداخلية لتداخل محلات أسواق الذهب اللامع ومهما غلا ثمنه يبقى المفضل لدى سيدات الشام. الله على أسواق أبو رمانه والمطاعم والأسواق والمتاجر تخطف الأنظار والأسواق مكتظة بالسيارات، المتنزهين ليلا بما يعرف سوق الشعلان اما سوق النحاسين فهو مسرح للموسيقى على طرقات سواعد العمال يرسمون آيات قرآنية ولوحات فنية لتحف نحاسية يستوقفك العمل لمهنة لا تجدها الا في أسواق الشام ولم تنتهِ من مشاهد بيوت الشام القديمة التراثية وقلعتها وقصر العظم.
اما أسواق البرونزية الشهيرة وعلى يمينها أسواق مدحت باشا التي كانت محط أنظار الحبر الأعظم بابا روما عندما قدم الى سوريا وأشاد وأشار الى تجديدها واليوم أصبحت من أروع متاجرها. والى حارة اليهود القديمة كاتدرائية المرمية وكاتدرائية الروم الكاثوليك وكنيسة حنانيا لتلتقي باب شرقي. بهذه اللوحات الفسيفساء دمشق مرسومة على لوحة صدري مع كل يوم وسنة عشتها لأجمل أيام حياتي لأربعة عقود بعصرها الذهبي (سوريا حماة الديار عليكم سلام).
ومازلتَ تسألني لماذا اعشقها ربما الجواب لم يفِ بالوصف والتعبير ولم استوفي بحقها عليَّ انا العاشقة لأهل الشام.