بقلم : على أبودشيش
ما زلت الحضارة المصرية الفرعونية تبهر العالم أجمع في كل المجالات
وهناك برديات فرعونية في متاحف العالم المختلفة، أثبتت براعة الطب الفرعوني، الذي وصل إلي زرع لعين صناعية، وزرع أطراف اصطناعية ومعرفة نوع الجنين قبل ولادته، بالإضافة إلى معرفة التخدير، وعلاج الصدمات العصبية والنفسية.
ووضع الفراعنة أسس العلوم التي قام عليها مبادئ الطب، حيث إنهم انشأوا أول جامعات العالم، والتي كانوا يسمونها بيوت الحياة، لافتًا أن الملك قورش ملك الفرس أرسل إلى فراعنة مصر يتوسل لهم أن يرسلوا له الأطباء، ليعملوا في قصور فارس “إيران حاليًا”.
وكان يؤمنون بأن الوقاية خير من العلاج، وكانوا يستعملون الصودا في الغسيل والتنظيف، وكانت بيوتهم مزوده بدورة مياه، مما أثار دهشة هيرودوت أبو التاريخ الذي دون الكثير عن حياة المصريين، وأنهم يختلفون في عادتهم عن جميع الشعوب.
وذكر هيردوت عن المصريين، إنهم يعطون الطب بتعقل فلم يكن لأحد، أن يتدخل في غير ما تخصص له، حيث كان للأطباء في مصر القديمة مكانة مرموقة وكان ايمحوتب هو إله الطب عند الفراعنة، ومعنى الاسم هو الذى يأتي سالمًا معافى وعاش امحوتب في عصر الأسرة الثالثة حوالي 3000 ق.م .
وأدت ممارسة التحنيط في مصر القديمة إلى زيادة الإبصار ورؤية الأطباء للجسم من الداخل وطبيعته ومحتوياته الداخلية، فتفوقوا في هذا المجال عن الشعوب الأخرى التي كانت تحرق الجثث، أو تقوم بدفنها وكان التحنيط من أهم العوامل التي جعلت الفراعنة بارعين في الطب ومجالاته وتخصصاته.
وكان الفراعنة، من استخدموا التخدير بالوخز المعروف الآن بالإبر الصينية، حيث عرفوا من خلال التشريح الشرايين والأوردة وأطلقوا عليها لقب (ميتو) وعرفوا النبض، وعبروا عنه بقولهم (أن القلب يتكلم عن طريق الشرايين )، وتمكنوا من معرفة مواقع النبض المختلفة في الجسم وكيفية الإحساس به وربطه بالمرض وأيضًا تمكنوا من إحصائه.
و عرفوا كافة أجزاء الجسم الداخلية، حتى وصلوا إلى الجهاز العصبي والربط بين الخلايا العصبية وأجزاء الجسم المتصلة بكل خلية واستغلوا هذا في تخدير الأجزاء المتصلة بكل عضو، وذلك بوخز هذه الخلايا بإبرة يكون من آثارها تنميل أو تخدير الجسم المتصل به.
وأوصت بردية إدوين سميث أقدم بردية جراحية خاصة بالصدمات النفسية وتركيب الفك السفلي، وجد بها نص يتعلق بكيفية إعادة مفصلي الفك السفلى إلى مكانها، وكيفية التعامل مع الحالة، وتطابق المراجع الطبية الحديثة عن علاج هذه الحالات، وتضم أيضًا وصفات لتحضير غسول للفم وغرغرة، وعلاج خراج الأسنان واللثة، ووصفات حشو “مؤقت”، وغيرها من الوصفات التي استخدمها الفراعنة قديمًا .
أن برديه “ايبرس” أوصت بحشو السنة بخليط من الصمغ واستخدام المراهم فى علاج تقيح اللثة، والتي كانت تركب من اللبن، والثلج، والخروب الجاف، والينسون، وثمار الجميز، لافتًا إلى أن الطبيب حسي رع، كان أول طبيب في مجال طب الأسنان في التاريخ .
وكان الفراعنة على دراية كبيرة بأجزاء العين الداخلية، وكانوا يسمون الحدقة(الفتاة التي داخل العين)، وهذا وهو اسمها في العصر الحديث، حيث تسمى فتاة العين.
وتم العثور على عين صناعية، لها كافة تفاصيل العيون الحقيقة وحتى الحافة كان لها نفس اتجاهات العين البشرية، ومن المرجح أن تكون هذه العين هي عين صناعية قام الفراعنة بزراعتها مكان إحدى العيون التي أصابها المرض .
التخدير ليس حديثًا، بل إنه من ميراث الفراعة من حوالى 4000 سنة ق.م، وليست طريقة الوخز بالإبر وهى الطرقة الوحيدة للتخدير لديهم فحسب، بل كانوا يستخدمون البنج وكانوا يسمونه (ممفتيش).
وكان عبارة عن سحق حجر الرخام، ومزجه بالخل، ويستعملونه كمخدر ، حتى أن الطبيب المصري كان يقطع ويكوى ويداوى الجروح من غير ألم، واثبتت العلوم والدراسات الحديثة الطريقة التي تؤدى إلى التخدير من عملية المزج هذه، حيث إن الرخام مركب من كربونات الكالسيوم.
واثبتت الدراسات والأبحاث الحديثة، أن قدماء المصريين كانوا أول من شخصوا نوع الجنين عند المرأة الحامل عن طريق فحص البول.
فقد عثر على بردية في متحف برلين يرجع تاريخها إلى عام 1350ق.م، وسجل عليها إن المرأة عند الفراعنة كانت تبلل بعضًا من حبات الشعير بقليل من ماء البول الخاص بها.
إذا نما الشعير وحدة خلال أيام خلال عدة أيام كان الجنين ذكرا، وإذا نما القمح وحدة كان الجنين أنثى، وإذا لم ينم الشعير أو القمح فهذا دليل على أن الحمل كاذب كانت تجرى هذه الطريقة، كما يؤكد علي أبودشيش في الأسابيع الأولى من الحمل، ولذلك فأنهم كانوا يحددون نوع الجنين في المرحلة المبكرة.
و استخدم المصري القديم الحقن، وهى من اختراع الفراعنة، وكان الكهنة المحنطون يستعملونها لإدخال السوائل في الرأس وفى التجاويف الخاص بالجثة، كما استخدموا الخيوط في عمليات الجراحة حتى يلتئم الجرح.











