بقلم : على أبودشيش
اشتهرت مصر القديمة بكثرة عقاقيرها الطبية ووفره سمومها ، فقد كان لدى الفراعنة معرفة جيدة بالأمراض وأنواعها ، ومن خلال ذلك ابتكروا طرق لعلاجها من البيئة وما فيها من أعشاب ونباتات ومواد عضوية ومعدنية.
وكلمة ( فارماكا ) في مصر القديمة تعنى «مانح الشفاء» ، ومن هنا ظهر مصطلح الصيدلة ( فارماسي ) ، مؤكدا أن طرقهم في العلاج لا تختلف كثيرا عن عصرنا الحالي، خاصة بعد اتجاه العلم حاليا للعقاقير الطبيعية العشبية أكثر من غيرها.
وعرف المصريين القدماء الكثير عن أعضاء جسم الإنسان و الأمراض المختلفة ، وظهر ذلك جليا لنا من خلال دراسة المومياوات المصرية والرسوم والنقوش الموجودة على جدران المقابر و المعابد ، مؤكدا أنهم عرفوا أن القلب يعد من أهم أعضاء الجسم وأنه مركز الانفعال ، وربما كانت هذه الاعتبارات هي الدافع الرئيسي الذي منعهم من عدم فصل القلب في عملية التحنيط ، فتركوه متصلا بأوعيته الكبرى ، بالإضافة إلى الجانب الديني ووزنه مع الرب «ماعت «إله الحق والعدالة.
وكان البحث في عقاقير قدماء المصريين ليس هينا لأننا لا نزال نجهل الكثير عن حياتهم ، حيث عرفوا الأدوية من أصل نباتي ومعدني وحيواني ، وكل ذلك يدخل في تركيب الوصفات الطبية لديهم ، فكانوا يستعملون النباتات وأوراقها وبذورها والفاكهة وعصيرها وجذورها ، لافتا إلى أن السائل الذي كانت تحضر فيه تلك العقاقير هو الماء أو اللبن أو النبيذ أو الجعة .
وتبدأ وصفات العلاج عند الفراعنة باسم المرض ، فقالوا مثلا علاج لقتل ثعبان البطن ، وعلاج لإيقاف الإسهال، ولإنبات شعر الأصلع ، و كانوا في نهاية كل وصفة يذكرون طريقة التحضير سواء الغلي أم السحق ، وطريقة الاستعمال ، وهل يؤخذ الدواء ليلا أو نهارا و قبل أو بعد الغذاء ، وكانت الأدوية لديهم تترك تحت الندى طول الليل ، وهناك أيضا أدوية لا يتم تحضيرها إلا في أشهر معينة.