قمة عربية خماسية تعقد بمدينة العلمين، شمال غربي مصر، اليوم الإثنين، بمشاركة قادة مصر، ودولة الإمارات والبحرين والعراق والأردن.
قمة تأتي في توقيت هام وتحديات عدة تواجهها المنطقة بينها أزمات داخلية وأخرى خارجية انعكست على الداخل، وعلى رأسها العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا.
ووفق خبراء تحدثوا لـ”العين الإخبارية” فإن قادة الدول العربية الخمس يسعون إلى وضع حلول للأزمات المطروحة والعمل على تخفيف تداعيات الأوضاع العالمية الاقتصادية، وأيضا تبادل وجهات النظر في القضايا الإقليمية والعربية والدولية.
واعتبر الخبراء أن الأزمة الراهنة في العراق، والأوضاع على كل من الساحة الفلسطينية والليبية واليمنية، والأمن الخليجي والتعاون الاقتصادي سيكون على رأس الموضوعات المزمع مناقشتها.
تنسيق عربي-عربي
الأكاديمي المصري طارق فهمي أكد أهمية توقيت القمة الخماسية في التحضير والتواصل العربي قبل القمة العربية بالجزائر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، لــ”العين الإخبارية”، أن القمة تعقد في إطار خماسي، مما يؤكد اتساع التحالف، الذي يؤسس لتنسيق عربي عربي للقضايا الإقليمية.
وأوضح أن القمة تأتي أهميتها من عقدها بعد شهر من زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية وعقد قمة جدة، لافتا إلى أنها ستشهد التنسيق في عدد من الملفات، أهمها ملف أمن الخليج والتطورات في اليمن، والمفاوضات النووية بفيينا والمناقشات الأمريكية الإيرانية حول تفاهمات جديدة، لما يمثله ذلك من تداعيات على الأمن القومي العربي.
وأشار إلى أن الدول الخمسة تعمل على تنسيق مواقفها قبل القمة العربية المقبلة في الجزائر، وضرورة الاستعداد في حال عدم عقدها في موعدها، والتأكيد على ضرورة توحيد المواقف العربية.
6 ملفات هامة
واعتبر فهمي أن “أهم ملف هو أمن منطقة الخليج العربي بحضور دولتين فاعلتين في الخليج وهما الإمارات والبحرين، وكذلك توجيه رسالة هامة لمواجهة النظام الشرق أوسطي الذي تطرحه بعض الدول الأخرى”.
وأضاف: “كما يوجد الملف العراقي عبر دعم (رئيس الوزراء مصطفى) الكاظمي وإرسال رسالة إلى إيران بعدم التدخل في الشؤون العربية وبغداد بالتحديد، والملف اللبناني بتأكيد أهمية دعم المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل”.
ولفت إلى أن الملف الليبي سيكون حاضرا بقوة وسيدرس القادة الخيارات العربية لمواجهة التحركات الدولية في ذلك الملف بعدما زاد تعقيدا خلال الفترة الماضية.
أهداف سياسية واقتصادية
بدوره، قال المحلل السياسي أيمن سلامة إن القمة لها أهداف سياسية وأخرى اقتصادية وتأتي ضمن آليات تكاملية للتنمية الاقتصادية المستدامة بالمنطقة.
وأضاف سلامة، في حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن القمة لبحث شراكة تكاملية في ملف أمن الطاقة والغذاء، وهي ترتقي بمفهوم آلية الشراكة إلى شراكة استراتيجية عبر العمل المشترك نحو توطين الاستثمارات والصناعة.
ولفت إلى أن من أهم الملفات الإقليمية التي سوف يناقشها القادة الخمس أمن العراق ودعم الدول الأربع لاستقرار بغداد وكافة المقررات التي تتخذها الحكومة ودرء الفتن في هذا البلد العربي الشقيق.
واتفق مع فهمي في أن ملف الأمن الخليجي سيكون على رأس الملفات التي سوف يتم نقاشها بين قادة الدول الخمس، وكذلك القضايا الإقليمية التي تهم المنطقة العربية.
وأوضح أن القمة ستركز على توحيد جميع الجهود للتوصل إلى حلول دائمة للأزمات في دول المنطقة، تسهم في إرساء دعائم الأمن والاستقرار فيها وتحقيق الاستقرار والسلام لشعوبها.
والأحد، وصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إلى مدينة العلمين، شمال غرب مصر، وبحث مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي العلاقات الأخوية بين البلدين.
وكان الرئيس السيسي في مقدمة مستقبلي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لدى وصوله إلى مطار العلمين.
واليوم الإثنين وقبل انطلاق القمة، أعلنت الرئاسة المصرية أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يرافقه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات استقبلا كلا من العاهل الأردني عبدالله الثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي.