بقلم: فريد زمكحل
هل للحادث المأساوي الذي استهدف ناقلتي النفط « كوكوكا كاريدجس» و «فرانت التير» في خليج عمان أمس الخميس، أي علاقة من قريب أو بعيد بالتوتر المحموم الذي يسود العلاقات الإيرانية – العربية والإيرانية – الأمريكية؟ أم أنه مجرد رسالة ضمنية لما سيكون عليه الوضع في هذه المنطقة في حال استمرار الإصرار الأمريكي بتشديد الحصار الاقتصادي على إيران وتهديدها المستمر بإمكانية توجيه ضربة عسكرية موجعة لها؟
أم أنه تحذير أخير من بعض المليشيات والفصائل العسكرية التابعة لأكثر من دولة أوجهة لبعض الحكاَّم العرب من مغبَّة تمرير ما يسمى «بصفقة القرن» على حساب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني؟
أم أنه من تخطيط وتنفيذ جهات أخرى بهدف إشعال الحرب في هذه البقعة الحساسة من العالم لتحقيق بعض المصالح الخاصة سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي في ظل هذا التشابك المخيف والمختلط والمتقاطع أفقياً ورأسياً لمصالح كل هذه الجهات مجتمعة سواء محلياً أو اقليمياً أو دولياً؟
الأمر الذي يعود بي لما كتبته في العدد 437 من « الرسالة»، وقلت فيه بأن المنطقة ستشهد نوعاً من الحروب غير المسبوقة والتي ستنعكس نتائجها السيئة على كافة الأصعدة والمستويات المحلية والإقليمية والدولية والتي ستؤثر على المصالح الحيوية لجميع دول وشعوب العالم شرقاً وغرباً، خاصة لو عرفنا بأن الناقلة Kokuka Courageous التي استهدفت في خليج عمان بقذيفة صاروخية مملوكة لشركة Kokuka Courageous اليابانية وكانت تحمل علم بنما.. بينما تتبع ملكية الناقلة الأخرى التي أصيبت بطوربيد والمعروفة باسم Front Altair لشركة نرويجية وكانت تحمل علم جزر مارشال.
هذا في الوقت التي قامت فيه منظمة التحرير الفلسطينية بأصدار بيان حاد ضد بعض الدول الخليجية والعربية ودعت فيه الجميع للمشاركة الواسعة في الفعاليات الرافضة «لصفقة القرن» أو «لورشة البحرين» التي ستعم كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عشية انعقادها، بما فيها مخيمات اللجوء والشتات.. والتي أكدت فيه اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال اجتماعها التشاوري أمس الخميس في رام الله موقفها الرافض لورشة البحرين التي دعت الإدارة الأمريكية لعقدها في المنامة.
وفي تقديري أن كل هذه العوامل مشتركة وراء الحادث المأساوي الذي استهدف ناقلتي النفط في خليج عمان بالأمس وذلك الذي استهدف 4 ناقلات للنفط منذ الشهر تقريباً في ميناء الفجيرة الإماراتي، واللبيب يفهم بالإشارة .. ما تفرضه علينا مصالح التجارة الدولية!!
خاصة وهناك مازالت أطراف خفية سوف تعلن عنها الأحداث المأساوية القادمة في هذه المنطقة وإن كانت السعودية قد أعلنت بالفعل بأنها تتفق مع الولايات المتحدة الأمريكية في تحميل إيران مسئولية استهداف ناقلتي النفط في مضيق هرمز.
والبقية تأتي !!