بقلم: عبدالله الديك
هناك ناس تؤيد الكلام ده وتقول نعم بالفم المليان …لآن لسه في ناس حلوة وان كانوا مش كتير..بتسأل وتطمن عليك و بتقدر معروفك و تشكرك علي تعبك .. و لما تغيب عنك ترجع و تقول قصرنا معاك .. الناس الحلوة دي بيعرفوا يقيموا الظروف و يمدوا اياديهم البيضاء في الأيام الصعبة ليؤكد انه معضضك و جنبك ..حتي لما يسمعوا كلام غلط عليهم .. يتجاهلوه و يقدموا محبة .. بل تري سلامهم في قلوبهم لأن أفكارهم خير مش شر .. و يطبقوا قول الكتاب المقدس ( طوبي لصانعي السلام.. لآنهم أبناء الله يدعون ) ..
وهناك ناس لها فلسفة خاصة في الحياة .. تقولك لا تكبر المواضيع زيادة عن اللازم .. الدنيا مش مستاهلة .. وان القعدة علي الرصيف مع ناس بتحبك اجدع من اي عزومات و مظاهر استقبال كذابة ..
وانك لما تخسر ناس مالهاش اي تلاتين لازمة في حياتك .. ده اكبر مكسب . لأن اللي باقيين عليك اقل من اصابع اليد الواحدة .. نحن في زمن غريب ..
ويزيدوك من الشعر بيت .. اكل البيت مفيش احلي منه .. و ان الدنيا مش بعدد الأصدقاء.. لكن بالأصيل منهم اللي يخاف عليك من قلبه بصدق و أمانة…
الحياة ابسط من كده ..و رغم بساطتها .. ضحكت علينا و خلتنا نعمل لها ألف حساب .. شيلتنا الهم و وقفت من بعيد تضحك علينا …
بالمناسبة دي .. تابعت المسلسل الرائع ( جزيرة غمام ) الذي خاطب انقياء القلب .. البطل عرفات بيمثل كل إنسان طبيعي سوي .. لا مظاهر تدين أو تعصب أو سواد قلب لأحد..لا ينافق كالآخرين الذين يتظاهرون بالصلاة والصوم والملابس التي اعتدنا أن نراها نفاقاً للبشر و خداعاً للإله…
عرفات كان يمشي ورا قلبه و ما يدله عليه من فعل الخير .. بل ينشر الحب و يعلم السعادة …لا يرد علي الحاقدين عليه .. الذين مهما يسرقوه و يستغلوه و يتمنوا له كل الأذي ..يجدوه في سعادة و هناء و ينام قرير العين و مرتاح السريرة..
حقيقي في وسطنا ناس كتير مثل عرفات .. يمكن مش معروفين لآن النوع الآخر طاغ و واكل الجو .. لكن لا يصح الا الصحيح …
كل التحية لكل عرفات في هذه الحياة العجيبة التي نعيشها حالياً .