سيتعيّن على حزب المحافظين الكندي انتخاب زعيم جديد له بعد أن حجبت الكتلة البرلمانية للحزب الثقة عن الزعيم إرين أوتول بنسبة تفوق 60%.
وتخلى النواب المحافظون عن زعيمهم بعد أقل من أربعة أشهر ونصف على الانتخابات الفدرالية العامة التي أعادت الحزب الليبرالي الكندي بقيادة جوستان ترودو إلى السلطة وبحكومة أقلية ثانية على التوالي.
وبحسب نتائج تصويت الثقة التي أعلنها رئيس الكتلة البرلمانية للمحافظين، سكوت ريد، رفض 73 نائباً منح ثقتهم لإرين أوتول فيما أعلن 45 نائباً عن استعدادهم لمنح زعيمهم فرصة ثانية. وبصفته رئيساً للكتلة، لم يشارك ريد في التصويت.
وبالتالي يكون مؤيدو عزل أوتول قد نالوا 61,86% من الأصوات في نهاية جلسة افتراضية للكتلة البرلمانية امتدت لأكثر من ثلاث ساعات.
وللبقاء في منصبه كان على أوتول أن يحصل على دعم أكثر من 50% من نواب حزبه.
وبانتظار اختيار زعيم جديد للمحافظين في نهاية سباق جديد على الزعامة، سيكون ثالث سباق منذ استقالة ستيفن هاربر بعد هزيمته في الانتخابات الفدرالية العامة في خريف 2015 أمام الليبراليين بقيادة ترودو، من المتوقع أن يجتمع النواب المحافظون مرة أخرى مساء اليوم لاختيار زعيم لفترة انتقالية لحزبهم الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم.
وسارع جون ويليامسون، الذي يمثل في مجلس العموم إحدى دوائر مقاطعة نيو (نوفو) برونزويك في شرق كندا، لترشيح نفسه للزعامة الانتقالية من خلال بيان نشره على صفحة إلكترونية مخصصة لهذه الغاية.
وكان النواب الذين يمثلون الجناح الديني، الأكثر يمينية داخل حزب المحافظين، في طليعة المطالبين بحجب الثقة عن زعيمهم إرين أوتول. فهم غاضبون منه بسبب التبني السريع وبالإجماع، قبل عيد الميلاد، للقانون الذي يحظر علاجات تحويل الميول الجنسية.
كما أنّ نواباً كثيرين لاموا أوتول لاعتماده الضريبة على الكربون كموقف رسمي، خلافاً لرغبة شريحة واسعة من أعضاء الحزب، ولتغيير موقفه في موضوع حيازة الأسلحة النارية خلال الحملة الانتخابية.
وكان أوتول يسعى من وراء هذه المواقف التي أثارت استياء شريحة واسعة من نواب الحزب وأعضائه، لاسيما في مقاطعات الغرب، إلى دفع الحزب باتجاه الوسط آملاً بكسب أصوات الناخبين في تورونتو الكبرى، كبرى المناطق الحضرية في كندا، في الانتخابات العامة الأخيرة. إلّأ أنّ هذه التغييرات لم تؤتِ ثمارها.
’’السياسة صعبة، وغالباً ما تكون جاحدة، وأحياناً قاسية‘‘، علّق النائب المحافظ آلان ريّس على موقع ’’تويتر‘‘ للتواصل قبل أن يشكر إرين أوتول على ’’تفانيه‘‘ في قيادة الحزب. ويمثّل ريّس، المصري الأصول، إحدى دوائر مقاطعة كيبيك.
وخلال فترة الأسئلة في مجلس العموم خصّ رئيس الحكومة الليبرالية جوستان ترودو خصمه السياسي السابق بكلمات طيبة.
’’لم نكن نتفق على الكثير من الأمور، لكنه خدم بلاده وأريد أن أشكره على التضحيات التي قدّمها‘‘، قال ترودو.
كما أشاد زعيم الكتلة الكيبيكية إيف فرانسوا بلانشيه بـ’’صدق وصرامة التزام‘‘ إرين أوتول. وتشكّل الكتلة، التي تدعو لاستقلال كيبيك عن الاتحادية الكندية، ثاني أحزاب المعارضة في مجلس العموم.
كما خصّ زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، جاغميت سينغ، هو الآخر خصمه السياسي بكلمات لطيفة في تغريدة على موقع ’’تويتر‘‘ للتواصل.
’’إنه يوم صعب للسيد أوتول وعائلته. نحن نختلف بشدة في العديد من القضايا. جميع الذين ينخرطون في السياسة يفعلون ذلك لخدمة مجتمعاتهم. أشكر السيد أوتول على الخدمات التي قدّمها لحزبه‘‘، كتب سينغ الذي يشكّل حزبه اليساري التوجه ثاني أحزاب المعارضة.
وانتُخب أوتول زعيماً لحزب المحافظين في آب (أغسطس) 2020 في الجولة الثالثة من سباق على الزعامة تبارز فيه أربعة مرشحين.
وخلَفَ أوتول أندرو شير الذي أعلن استقالته من زعامة المحافظين في 12 كانون الأول (ديسمبر) 2019، بعد أقل من شهريْن على خسارة حزبه الانتخابات الفدرالية العامة التي أعادت الليبراليين بقيادة رئيس الحكومة السابقة جوستان ترودو إلى السلطة ولكن بحكومة أقلية هذه المرة.
ويمثّل أوتول في مجلس العموم دائرةَ ’’دورهام‘‘ (Durham) في أونتاريو، كبرى المقاطعات الكندية العشر من حيث عدد السكان، منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 بصورة متواصلة، إذ فاز بمقعدها في ثلاثة انتخابات.
(نقلاً عن موقع راديو كندا الدولي)