شعر: جاسم نعمة مصاول
جراحاتي شعلةُ شمس
في بحرٍ سافرَ بعيداً
قصائدي تحرسُ ذاكرتَكِ
من مشاكساتِ المطر المتدفق
عبر الفجر
نظراتُك طوفانٌ يقتلعُ
صوامعَ عزلتي
حتى تتكسرَ أحزاني
كنتُ أترصدُ البحرَ
انتظرُ لحظتكِ
عالمي لا يشبهُ عالمكِ
أنا محاطٌ بالنار والاشواك
والثلج المشتعل في الظلمة
وأنتِ فردوسٌ يمشي
في الذكرى وغدير الياسمين
قصائدي لكِ مثل نهرٍ يندفعُ
في الطوفان
ترقد في عين القمر
الماثل أمامي كما هو وجهكِ
الظلمةُ تطفئُ أفراحي
وتجلسُ في عين الشمس
جميع المسافرين
غادروا المحطة
إلاّ أنا بانتظارِ القطار الأخير
المغادرُ الى جحيم المطر
يا امرأةٌ تبحثُ عن سري
في مقهى او حانةٍ يرتادُها الغرباء
او ربان سفينةٍ تركها في الميناء
ودهاليز شطبها التاريخ
تأتيني كلماتُ السر
تصمتُ الأنهارُ عن المسير
بيني وبينكِ صيحةُ حزن
يظنُها العالم أسرار الكلمات
لكن التاريخ يهربُ من أحلامي
الى بحر الصمت
ويدعوني الى حنين المنفى
لأجلسَ في مقهى قرأتُ فيها
قصائدي ذات مرة
يأتيني صوتُ الحزن
محفوراً في مجرى النهر
يروي قصةً صدقَّها التاريخ
تعانقُ أسرارَ الكلمات
لكنَّ الصرخةَ في بحر الصمت
تركتْ سفناً
تُبحِرُ في قلب العاصفة
أسألُ ذاكرتي عنكِ
كيف أمضي إليكِ بعد الطوفان
وانتزعُ الليل من عتبات الكون
يا امرأةً أبحثً عنها
في مواكبِ السائرين
الى المنفى
ما زلتِ أيقونةَ ألسنة الضياء
وقصائد الشعراء
وأحلامَ طفولةٍ أودعتها
ليالي الشتاء
سيتألقُ زمنكِ على أجنحة النوارس
حيث البحرُ والامواج
وذاكرتي ستمشي في طرق الثلج
لتنتظر المشهد الأخير
من أحلام الأعاصير
ونهاية فصل الجحيم ،،،،،،،،،