اكد عالم المصريات الدكتور أحمد صالح مدير عام صندوق إنقاذ آثار النوبة ومدير آثار ابو سمبل سابقا أن الشمس تمثل نجما مهما في حياة المصريين القدماء ولذلك وجهوا إليها ابنية كثيرة في مصر و رصدوها واستخدموها في تقويمهم وحددوا الزمن من خلالها وتوصلوا إلى أن لها مسارا , كما اكتشفوا ظاهرة كسوف الشمس .
وأشار صالح – في تصريح له بمناسبة تعامد الشمس صباح غد علي معبد رمسيس الثاني بأبوسمبل الى ان المصريين القدماء وجهوا عددا من المعابد والأبنية تجاه ظواهر فلكية شمسية مثل معبد الكرنك بالأقصر وقصر قارون بالفيوم ومعبد أبوسمبل.
موضحا أن شروق شمس يوم الانقلاب الشتوي تتعامد علي المدخل الشرقي لمعبد الكرنك ( 21 ديسمبر ) ويتعامد غروب شمس يوم الانقلاب الصيفي على المدخل الغربي لنفس المعبد ( 21 يونية ) ويتعامد شروق شمس الانقلاب الشتوي على مدخل قصر قارون بالفيوم ,كما وينظر ابو الهول تجاه الشمس المشرقة في يومي الاعتدالين الربيعي والخريف ( 21 مارس و 23 سبتمبر).
وقال إن من أقدم المراصد الفلكية لنجم الشمس هو مرصد النبتة في العالم وهو يقع علي بعد 100 كم غرب مدينة ابوسمبل وهو الدائرة الفلكية في حوض النبتة والتي تقع علي خط طول 30.42 درجة شرق و خط عرض 22.32 درجة شمالا وهي عبارة عن دائرة من الأحجار التي يبلغ ارتفاعها متران وهي مثبتة علي أحجار أخري تحتها ويوجد لهذه الدائرة أربعة مداخل وفي منتصفها ستة أحجار .
واوضح ان الهدف من ذلك هو معرفة موعد سقوط المطر وتخزينها في أحواض شيدوها .
لافتا إلي أن الستة أحجار الموجودة في منتصف الدائرة تمثل ستة نجوم من كوكبة الجبار وهي نجوم الحزام الثلاثة ونجمي الكتفان ونجم الرأس , واستطاع الباحثون من خلال هذه الخريطة النجمية بان يؤرخوا هذه الدائرة بالفترة ما بين 6400 ? 4900 قبل الميلاد.
وأكد صالح ان المصريين استطاعوا استخدام الشمس في تقويمهم حيث لفت نظرهم ان هناك ثلاث ظواهر ترتبط معا في لحظة واحدة وهي قدوم فيضان النيل و والظهور الاحتراقي لنجم الشعري اليمانية ( نجم سوبدة رمز الالهة ايزيس التي تتواجد في كوكبة الكلب الاكبر ) وشروق الشمس ولذا كان هذا اليوم هو اليوم الاول في السنة المصرية القديمة وسموه ” وب رنبت ” اي يوم افتتاح السنة ..موضحا انه من العبقرية ان يستطيع المصريون القدامي ملاحظة هذا النجم قبيل شروق الشمس وهو اليوم الذي يمثل يوم الانقلاب الصيفي الذي يحدد ب 21 يونية.
وأشار إلي استخدام المصريين القدماء الشمس في تحديد الزمن واعتمدوا علي طول ظل الشمس في تحديد الزمن نهارا واستخدموا العصا او قطعة خشب والمسلة وسميت وسيلة قياس الزمن هذه بالساعة الشمسية أو ساعة الظل وأدرك المصريون أن اتجاه الظل وطوله يختلف علي مر أيام السنة وكانوا يرسمون أسفل العصا أو المسلة أقواسا وخطوطا علي الأرض لقياس الظل وعثر علي ساعة ظل ترجع الي ما بين القرنين العاشر والثامن قبل الميلاد.
وأضاف إنهم عرفوا كذلك ” مسار الشمس ” وصوروه في دائرة بروج دندرة والتي ترجع للقرن الأول قبل الميلاد كما عرفوا ظاهرة ” الكسوف الشمسي ” وتغيرت صورة هذا الكسوف علي مدار التاريخ وفي الاسطورة صور عدو اله الشمس علي هيئة ثعبان يلتف حول نفسه وكان يحاول ابتلاع الشمس وهذه اقدم الصور التي صورت عن الكسوف .