خالد بنيصغي
لا زلنا نعيش حتى الآن نشوة النجاح الباهر الذي حققه العرب على مستوى عالمي كان خرافيا بكل المقاييس ، وللتاريخ نستعرض أهم الملاحظات في هذا النجاح المبهر :
مونديال قطر 2022 :
- التنظيم الرائع والمحكم مع بنية تحتية خرافية تجعل من قطر بلداً تجاوز سقف ميزانية دفتر التحملات في التنظيم ومضاعفاً عدة مرات ، مما يجعل كأس العالم بقطر الأفضل في التاريخ ، وحتى في المستقبل القريب – على الأقل – لن تستطيع أي دولة تنظيم هذه التظاهرة العالمية بهذا المستوى الكبير .
- التألق العربي والإفريقي بشكل ملفت للنظر ، حيث ولأول مرة في تاريخ المونديال يلعب المنتخب المغربي نصف نهاية كأس العالم ، بعد تصدره مجموعته بانتصاريْن على بلجيكا وكندا وتعادل مع كرواتيا ، ثم تغلبه على منتخب إسبانيا في ثُمُن النهاية، وقهره للمنتخب البرتغالي في دور ربع النهاية ، قبل أن انهزم أمام المنتخب الفرنسي في نصف النهاية ، ولن نبالغ إذا قلنا إن المغرب كان جديراً حتى بالفوز بهذه الكأس العالمية التي نظمت بقطر . ولا ننسى ما حققه منتخب تونس بفوزها التاريخي على فرنسا، والسعودية التي انتصرت على الأرجنتين ، هذه الأخيرة التي فازت بعد ذلك بهذه الكأس العالمية على المنتخب الفرنسي في المباراة النهائية ، كما يجب أن نُذَكُر أيضا بفوز الكامرون على منتخب البرازيل في دور المجموعات . وكل هذه النتائج تؤكد أن العرب والأفارقة قادرون على مجاراة كل المنتخبات العالمية والفوز عليها ، وبالتالي من حقها أن تحلم بالفوز بكأس العالم في القريب إن شاء الله .
- فرحة العرب من الماء إلى الماء بما حققه المنتخب المغربي وتشجيعهم المستمر بشكل خاص وذلك لاستمراره في المسابقة بمفرده كبلد عربي وإفريقي، لقد شجعوه بقلوبهم وكل جوارحهم ، احتفلوا به وتغنوا به ، بل وآزروه مع الجماهير المغربية في الملعب مباشرة . كما لا ننسى الجماهير الإفريقية التي خرجت إلى الشوارع تحتفل بالمنتخب المغربي ، هذا الأخير الذي استحق استقبال الأبطال بعد عودته إلى المغرب من المغاربة قاطبة ، وحظي باستقبال رائع في القصر الملكي بالرباط من طرف جلالة الملك محمد السادس .
موندياليتو المغرب 2022 : - بعد هذا النجاح العربي الهائل نظم المغرب مباشرة كأس العالم للأندية البطلة ، وحقق من خلاله نجاحا باهرا انضاف إلى سابقه لدولة قطر قبل أيام قليلة ، فبعد افتتاح عالمي ، كان الموعد مع نجاحات عربية أخرى ، وتشرفت هذه الدورة بمشاركة ثلاث فرق عربية وهي الوداد المغربي والأهلي المصري والهلال السعودي ، فإذا كان الحظ قد عاكس الفريق المغربي الذي انهزم أمام الهلال السعودي بضربات الجزاء الترجيحية ، فإن هذا الأخير ( الهلال السعودي ) تألق بشكل لافت للنظر حيث استطاع الوصول إلى المباراة النهائية أمام الفريق الإسباني ريال مدريد ، ورغم هزيمته إلا ذلك لم يمنع حقه في التهديف أمام العملاق الإسباني ..
- الفريق المصري زكى هذا التألق العربي ، وكان ندا عنيدا للفرق المشاركة ، لكن الموندياليتو كان يفتقر للعدالة الرياضية وتكافؤ الفرص ، فلو كان ذلك فإن الأهلي المصري كان ليفوز بهذا الموندياليتو أو على الأقل كان قد تُوِّجَ في إحدى الدورات السابقة ، سواء هو أو فرق عربية أخرى كالرجاء المغربي الذي لعب المباراة النهائية في السابق أمام بايرن ميونيخ الألماني ، وكذا العين الإماراتي أمام ريال مدريد الإسباني ، والهلال السعودي الذي لعب نهاية هذه الدورة ، وكل هذه الفرق العربية تشترك في نفس الإنجاز ونفس الطموح ، وتتعرض في نفس الوقت إلى ظلم الفيفا المتمثل في منح فرص أكبر للفرق الأوروبية التي تبدأ المنافسة من دور نصف النهائي، فيما الفرق العربية تبدأ من دور قبل ربع النهائي، وبالتالي تكون قد لعبت مباراتيْن في وقت وجيز، قبل أن تتأهل للعب أمام الفريق الأوربي ، وهو الأمر الذي استنكره الرياضيون ومحبي كرة القدم بشكل قاطع ، فلا يعقل أن يلتقي فريقان أحدهما يلعب مباراته الأولى ، والآخر يلعب المباراة الثالثة بعدما بدل جهداً مضاعفاَ ..
وبالرغم من كل هذه العراقيل فإن اللاعب العربي أثبت بما لا يدعو مجالا للشك أنه قادر على مقارعة كبار المنتخبات والفرق العالمية ، وأنه يستطيع الفوز بالألقاب الرياضية العالمية ، والقادم أحلى إن شاء الله تعالى .. دمتم بود