بقلم: كنده الجيوش
تنطوي «الشوفينية» أو حب الأوطان المبالغ فيه -أحيانا- على شكل من أشكال العنصرية. ويقع البعض منا في هذا الفخ الذي كان مراده إظهار الحب الكبير والفخار بما أنجزه الأجداد والأوطان والانتماء، ولكن ينتهي به الأمر أن يميل أحيانا – قليلا أو كثيرا- نحو بخس شأن الآخرين أو الاستعلاء عليهم.
الحضارات الإنسانية بالمجمل لها خصوصياتها ولا ننسى ان بعضها كان اتسم بأهمية أكثر من بعضها الآخر ولكن نهاية الآمر هي كيف حافظت الأجيال اللاحقة على هذه الإنجازات سواء العمرانية أو النظرية أو السياسية وغيرها.
طبعا لنا الحق أن نفخر بأصولنا ليس لأنها ميراث نُقِلَ لنا من أبائنا وأمهاتنا وأجدادنا فقط وإنما لأنها هي العامل الثقافي الذي كان له الدور بتكوين ثقافتنا وشخصيتنا الحالية.
ولكن لا ننسى هنا أننا كأشخاص نحن من عمل على استكمال بناء شخصيتنا التي بدأ بتكوينها الأهل والمجتمع. وتجارب الحياة الكثيرة ولا ننسى أن البعض منا هو محظوظ أكثر من الآخر بما منحته الحياة من تجارب لتؤهله لمعاركها الكبيرة او الصغيرة ..
والبعض كان له دور كبير في تطوير نفسه والبعض الآخر لم تسمح له الحياة وصعوبات تجاربها ووضعياتها بذلك. كل هذا لنقول بأنه يجب أن لا ننسى أن الحضارة والإنسانية ليست هي فقط بنيان وتاريخ وكتب وأشعار وعلم وعلماء ورثناه من الأجداد إنما هي أيضا ارث ثقافي أسهم في تكوين الشخصية وسمح لها بالتطور مع السنين والأزمان.
وعندما نسكن مثلا في منزل اعتيادي في بيروت أو دمشق أو القاهرة ولا يعتبر من الآثار المحمية ويكون قد بُني أو أُنشئ في تاريخٍ يعود بقدمه ما يتجاوز تاريخ أقدم الآثار المحمية في بلدان متقدمة نعرف الفرق.. فما بالكم لو قسنا آثارنا وآلاف سنينها على هذه الآثار!
وهنا أيضا نقيس مدى تطور الحضارة من الناحية الإنسانية من تطور الأفراد علميا وثقافيا ومعرفيا وتطور نظم السياسة والحياة الاجتماعية ..
وأعود فأقول بأن لنا كل الحق بالفخر بأجدادنا والصروح التي تركوها لنا. . ولكن هي فسحة لنُقدّّرَ بان لكل ثقافة وبلد وحضارة ما يميزها وليس هناك من داعٍ للتمييز و الاستعلاء …
وعملية التطوير مستمرة أينما سمحت لها الظروف المحلية المتنوعة أو الدولية أو السياسية أو غيرها..
أتمنى أن تمنح بلادنا فرصة للتنفس وان يمنح الإنسان فرصة للعيش الكريم في تلك البلاد البعيدة الكريمة في الشرق الأوسط العربي بكل مكوناته الإقليمية المتنوعة.