بقلم: يوسف زمكحل
دخل عالمنا العربي منذ سنوات في صراعات أدت في النهاية إلى إضعافه خصوصاً بعد سنوات الربيع العربي ونبدأ بليبيا بعد سقوط زعيمها القذافي فبدأت الصراعات والحرب الأهلية وأنقسام الجيش فيها وصراعات على السلطة كذلك الوضع في السودان بعد الإنقلاب الذي أطاح برئيسها عمر البشير والقبض عليه ومحكامته وتولي الجيش وقائده البرهان السلطة وما لبث أن دخل في صراع مع قائد الدعم السريع وأمتدت الحرب بينهما في كل مدن السودان التي دمرت وتعرضت مؤسساتها ومنازلها للدمار والنهب وأضطر الكثير من المواطنين إلى الهروب إلى الدول المجاورة وكل يوم يزداد الأمر سؤاً بعد تدخل أطراف عربية منها ما يدعم قوات الدعم السريع ومنها من يدعم الجيش السوداني ولا أحد رابح من هذه الحرب حتى اليوم ولم تعد سودان الأمس هي سودان اليوم ناهيك عن سوريا الجريحة التي نجت من الربيع العربي وأستعادت نفسها بعد القضاء على تنظيم داعش بمساعدة روسيا ولكنها حتى اليوم مسرحاً لعمليات عسكرية أمريكية وتركية وإسرائيلية تجول في أراضيها .
حتى اليمن السعيد بات منقسماً إلى قسمين الأول هو الحوثيون الذي لا يستهان بقوتهم وهم يقومون بالأعتداء على السفن التي تمر في البحر الأحمر وتتعرض لأضرار كبيرة والقسم الثاني هو النظام الحاكم
الذي لا حول له ولا قوة وجاءت فلسطين وأحداث 7 أكتوبر وأختطاف عدداً من المواطنين الإسرائيليين لتفقد إسرائيل عقلها وتنتقم من شعب غزة بقتله وتعذيبه والقبض على مواطنيها ونتج عن ذلك ما يقرب من 41 ألف شهيد وآلاف المصابين كل هذا وسط صمت المجتمع الدولي والعربي وعشنا تصريحات مليئة بالشجب والأستنكار والغضب ولكن كل هذا لم ينقذ أرواح الفلسطينيين ولم يجعل إسرائيل تتراجع عن بطشها الذي بدأ منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا ثم جاء منذ أيام موعد الهجوم على لبنان من إسرائيل التي ضربت حزب الله بقتل كبار قادته ثم قامت بعملية إجرامية فريدة في نوعها من خلال تفجير إجهزة البيجرز والتوك هوكي من بُعد وبعد أن كان الهجوم على جنوب بيروت أمتد الهجوم إلى بيروت نفسها وكأن لبنان لا يكفيه مشاكله ومعاناته . كل هذا يحدث في ظل صمت عربي غريب وكما قال الرئيس السادات فيما مضى أن عرب الأمس غير عرب اليوم .!