القنصل الفخري في هاليفاكس وديع فارس مُنح وسام القديس رافائيل الأبرشي المرموق.
وفاء لدعمه المتواصل على مر السنين.
القنصل وديع فارس : قلب لبنان ينبض بفخر في نوفا سكوشا.
هاليفاكس – منى حسن – الرسالة الكندية
في 24 مايو 2025، وتحت سماء هاليفاكس المُشرقة، لم يُخلَّد التاريخ فحسب، بل كُرِّس أيضًا.
لم يكن حفلًا موسيقيًا، مع أنه استقطب المئات.
لم يكن استعراضًا، مع أن الشوارع ضجت بالفرح.
لم يكن افتتاح متحف، مع أن تحفة فنية كُشِفَ عنها.
كان تكريس كنيسة القديس أنطونيوس الأنطاكية الأرثوذكسية – لحظةٌ مُقدَّسةٌ لهاليفاكس وفصلٌ مُشرقٌ في تاريخ الجالية الأرثوذكسية اللبنانية في كندا.

الأمر لا يقتصر على بناءٍ مُجرَّد، بل يتعلق بترسيخ الجذور، وتجديد الإيمان، وتوحيد الشعب.
تأسست كنيسة القديس أنطونيوس عام 1980 كمكانٍ تختلط فيه اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية في العبادة، وقد كانت منارةً لأجيال. والآن، في عام ٢٠٢٥، وبعد عقود من التفاني والعمل، كُرِّس هذا الهيكل الثاني بالزيت المقدس ورفات القديسين، فأصبح ليس مجرد كنيسة، بل مذبحًا حيًا للأمل.

كان الاحتفال، الذي قاده رئيس الأساقفة سابا والمتروبوليت أفرام، في غاية الروعة. جدران مزينة بأيقونات من اليونان، وأعمال خشبية من لبنان، وأقمشة مقدسة من مقدونيا – إنها فسيفساء من الأرثوذكسية والتراث تُخاطب الروح.
وما زاد الأمر إثارةً هو وحدة المجتمع اللبناني – رجال الدين والعلمانيين، والسياسيين، والبنائين – الذين وقفوا جنبًا إلى جنب في إيمان وفخر.
لم يحضر وديع فارس، القنصل الفخري للبنان في هاليفاكس، حفل التكريس فحسب، بل وقف بين المؤمنين ركيزةً راسخةً من القوة والتفاني. إن دعمه المتواصل على مر السنين، والذي تُوّج بحضوره الكريم في هذه اللحظة المقدسة، أكد أن قلب لبنان ينبض بفخر في نوفا سكوشا. وتقديرًا لخدمته المتواصلة، مُنح وسام القديس رافائيل الأبرشي المرموق. وفي المقابل، قدّم هديةً بالغة الأهمية: مجسمًا دقيقًا يدويًا للكنيسة، صنعه حرفيو شركته، مجموعة و.م. فارس، بقيادة المهندس المعماري الرئيسي ريمون سليمان، رمزًا للتبجيل والامتنان.

وحضرت أيضًا معالي لينا متليج دياب، وزيرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية – ابنة فخورة بهذا المجتمع. وقد جسّد حضورها ترابط الإيمان والخدمة العامة، شهادةً على قيادة راسخة في التراث والانتماء.
ولعلّ أكثر ما أثار المشاعر كان التعبير القوي عن الوحدة من قِبل الطائفة المارونية في كنيسة سيدة لبنان. بينهم وقف الأب عيد، جنبًا إلى جنب مع رجال الدين الأرثوذكس، شاهدًا حيًا على الرابطة الراسخة لروح مسيحيي لبنان.
هذه ليست نهاية رحلة، بل هي تجديد لرحلة أخرى.

شكرًا لكل من حلم، وبنى، وخدم، وغنى، وصلى، وآمن. لقد منحتم هاليفاكس أكثر من مجرد كنيسة. لقد منحتموها ملاذًا للتاريخ والثقافة والقداسة.
ليبقى القديس أنطونيوس دائمًا شاهدًا على إيماننا ووحدتنا