تابعت بكل اهتمام مجريات المناظرة الرئاسية الأولى بين السيد دونالد ترامب الرئيس السابق والسيدة كاملا هاريس نائبة الرئيس بايدن، والتي أقيمت مساء يوم الثلاثاء الماضي وتفوق فيها وفق تقديري السيد ترامب على السيدة هاريس بشكل ملحوظ وبهدوء الواثق من قدرته على الفوز، والذي أكد عليه جموع الناخبين الذين شاركوا في التصويت ، الذين منحوا ترامب أفضلية 20 نقطة على هاريس، خاصة بعد تصريحاتها حول التعامل مع الاقتصاد بنسبة 35% إلى 55% وهو هامش أوسع قليلاً مما كان عليه الأمر قبل اعتلائهما المسرح في فيلادلفيا وفقاً لأراء المتابعين من الناخبين الأمر الذي يؤكد انحيازهم للحزب الجمهوري بنسبة 6 نقاط عن الحزب الديمقراطي الحاكم، أي بنسبة حوالي 4 نقاط مئوية من مجموع الناخبين المسجلين على المستوى الوطني.
وإن كنت أعتقد بأنها أكثر من ذلك لأسباب عديدة منها التالي:
1- البداية الهادئة للرئيس ترامب الواثق من قدرته على تحقيق الفوز أمام منافسته الضعيفة و وريثة النظام السياسي الضعيف
2- تناول ترامب لبعض القضايا الأخلاقية المتفشية في الولايات المتحدة الأمريكية وتؤثر على الاقتصاد والحالة الاقتصادية للمواطن ومنها مسألة الهجرة غير الشرعية للولايات المتحدة الأمريكية دون رقيب أو حسيب من بعض دول الجوار ومنهم العديد من المجرمين المتطرفين والمسجلين خطر في بلادهم الأم، ما أدى إلى ارتفاع نسبة الجريمة وأدى إلى ارتفاع نسبة البطالة وارتفاع أسعار المحروقات والمنتوجات الغذائية وزيادة التضخم بشكل غير مسبوق في الاقتصاد الأمريكي، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات المقَّدمة للمواطن الأمريكي وزاد من أعبائه المعيشية.
3- كما تناول ترامب موضوع الإجهاض على اعتبار أنه مخالف للمفاهيم والقيم الأخلاقية والدينية، خاصة عندما يتخطى عمر الجنين 6 أسابيع واصفاً إياه بأنه قتل للأطفال مع سبق الإصرار و الترصد، كما تكلم عن موضوع تحديد النوع أو «الجندر» الذي يتنافى مع مفاهيم وقيم المجتمع ويشجع عليه نظام بايدن ونائبته المرشحة لمنصب الرئيس.
4- رؤيته الواضحة وردّه القاطع على كل ما يقع في إسرائيل وبأنه ما كان ليحدث لو كان رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.
5- إبداء قدرته وتعهده بوقف الحرب الروسية الأوكرانية فور توليه مقاليد الحكم وإلا فانتظروا نشوب الحرب العالمية الثالثة.
6- تساؤلاته الأخيرة عن كل ما تقدَّمت به منافسته السيدة كاملا هاريس أثناء المناظرة من برامج إصلاحية في الصحة والهجرة والاقتصاد وخلافه بهدوء يصاحبه الحسم والحزم متسائلاً لماذا إذاً لم تقومي بكل هذه الإصلاحات وأنتِ نائبة للرئيس بايدن منذ توليه لمقاليد الحكم وحتى اللحظة؟ وكان سؤاله بمثابة الكشف الصريح عن الوجه الحقيقي الفاضح لأكاذيبها مع توجيه تحذير شديد اللهجة للأمريكيين من انتخابها رئيسة للبلاد.
وفي تقديري أن ترامب تفوق خلال هذه المناظرة على هاريس بنسبة أكبر بكثير مما ذكرها بعض المتخصصين والإعلاميين المعروف انحيازهم وتابعيتهم للحزب الديمقراطي الحاكم.