الأديبة : إخلاص فرنسيس
يقول نزار اختاري.
ويقول الربيع اخترت القدوم، واليوم هو ثاني أيامي لهذا العام، ولكن ماذا لو اختار الخريف أن يستبدل أوانه لهذا العام، سيقول لي قائل، عندها تغتسلين بذهب الطبيعة، ولكن، هل سأذعن لقرار الفصول وعزف الربيع عن القدوم، وهل سأقف في مرجه الاخضر اتلفع بشحوب ردائي الازرق؟، طويل هذا الفصل وفاتر، ترددات عمر تنفلت منه نغمات شاكية، لا اعرف لماذا عند رؤية صورتك انفجرت ينابيع الارض من عيني، صباح تكثف فيه اليأس مع تقطع الانفاس، على السور عصفور ، يحاول أن يستدعي السماء لتهدي اناملي إليك، أترك منامي واسير إلى جسدك اكشط عنه الزمن، وعن قلبك لسعة الغربة، أيها الكائن الساكن صدري، الساقط من أعالي المساء، بعينين تسكنها ترانيم المصاعد الحزينة، وعهود عراها الصمت ، غفا الظل في اهدابها، حين استيقظت الشمس في ثوبها الشاحب، وضبطتني متلبسة في جسدك المسحور، يوماً آخر ليس فيه من يحصى حواسي، وينقش الموسيقا ويأمرني أن أكون الجميلة، تغريني الآهات تعتصرني، تطفئ خطوتي، منفية في فحيح السراديب، يحتفلون بالربيع، وبعث الارض، تجاعيد الظلام حفرت جسدي يستبيحني المجهول، تخنقني اللحظة بشعرها الطويل، وردة مهروسة في براري الفصول مؤطرة برماد الموت،