بقلم: الدكتور غازي الفنوش
هي حالة مرضية تتكون فيها جلطات في الأوردة العميقة للساق نتيجة تخثر الدم في أحد تلك الأوردة مما يؤدي الى بطء جريان الدم داخل الاوردة أو ركوده فيها، وانسدادها وعدم مرور الدم من خلالها .
أسباب جلطة الساق :
- الإصابة بأحد اضطرابات تخثر الدم الوراثية مثل الثرومبوفيلياحيث يسبب هذا المرض زيادة في عوامل تخثر الدم وعدم جريانه بصورة طبيعة بالأوردة، مما قد يؤديللإصابة بجلطات الساق .
- التعرّض للإصابات والكسور، أوبعد إجراء العمليات الجراحية كعمليات تبديل مفصل الركبة أوالورك، حيث يزيد من خطر الإصابة .
- تناول حبوب منع الحمل أو العلاج الهرموني البديل، يزيد من قدرة الدم على التخثر .
- التدخين : يؤثر في جريان الدم وتخثره .
- اضطراب في كهربائية القلب يزيد من خطر الإصابة بجلطة الساق .
- وجود تاريخ عائلي للإصابة .
- الجلوس والبقاء دون حركة لفترة طويلة كما هو الحال أثناء قيادة السيارة لمسافات طويلة، أو السفر عبر الطائرة لأماكن بعيدة، حيث يمنع عضلات الساق من الانقباض؛ مما يؤدي إلى ركودة في الأوردة العميقة للساق وتكوّن الخثرات .
- الحمل: يستمر خطر الإصابة بتخثر الدم لمدة تصل إلى 6 أسابيع بعد الولادة، إذ أن الحمل يزيد من الضغط الواقع على الأوردة الموجودة في الحوض .
- السمنة وزيادة الوزن .
- الإصابة بالسرطان : إنّ بعض أنواع السرطان تزيد من مستوى بعض المواد المسببة لتخثر الدم، كما أنّ بعض علاجات السرطان تزيد من خطر التخثر والركودة ألدموية في الساقين .
- الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية، مثل داء كرون .
- تزداد نسبة حدوثها لدى المصابين بدوالي الساقين .
- العمر: على الرغم من أنّ جلطة الساق تحدث في أي عمر، إلا أنّ خطر الإصابة بها يزداد في حال تجاوز العمر 60 سنة .
أعراض جلطة الساق :
ألم في القدم والساق مع تشنجات في العضلات الخلفية للساق بسبب نقص التروية الدموية الناجم عن إنسدادالأوردة بالخثرة، وقد تبدو منطقة الكاحل والقدم شاحبة نتيجة ضعف جريان الدم فيها الأمر الذي قد يسبب تغير في لون الجلد في المنطقة المصابة ويجعل ملمس القدم بارداً، أما في الساق فإن لون الجلد يميلإلى الإحمرار ويصبح ذا ملمس دافىء،كما يحدث تورم وإنتفاخ في الساق، وقد يترافق بإرتفاع في حرارة الجسم والحمى نتيجة للإلتهاب الذي قد تحدثه الخثرة الدموية .
تشخيص الجلطة في الساق :
يتم ذلك بأخذ القصة المرضية ، بالإضافة إلى الفحص السريري، من خلال ملاحظة لون الجلد وحرارته، وتورم الساق، كما قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات التي تساعد على التشخيص، ومن هذه الفحوصات ؛ - تحليل دي دايمر D-dimer الذي يدل على وجود أجزاء من الخثرات الدموية التي تم تحطيمها في مجرى الدم، إذ إنّ ارتفاع مستوى هذه الأجزاء يدل على إمكانية الإصابة بخثرة دموية في الوريد .
- التخطيط فوق الصوتي: يستخدم التخطيط فوق الصوتي دوبلر ( Doppler )، فهو يكشف عن مدى سرعة تدفق الدم خلال الأوعية الدموية .
- تصوير الوريد الظليل:
بحقن وريد في القدم بمادة صبغية، ومن ثم يتم تصوير الساق باستخدام الأشعة السينية، حيث تنتقل هذه الصبغة عبر الساق لتُبين أماكن انسداد تدفق الدم الناجم عن هذه الخثرة .
مضاعفات الجلطة في الساق:
عند تحرك وإنتقال الجلطة عبر جهاز الدوران؛ فقد تسبب انسداد الشريان الرئيسي للرئتين، مما يستدعي المعالجة الإسعافية السريعة لإنقاذ حياة المريض .
علاج جلطة الساق :
يهدف علاج جلطة الساق بصورة أساسية إلى منع زيادة حجم الخثرة وإنسداد الوريد بشكل كامل، ومنع تفتت الخثرةالذي قد يتسبب في حدوث الجلطات الرئوية، ومن أهم الأدوية المستخدمة في العلاج : - مميعات الدم : والتي يمكن أن تؤخذ عن طريق حقن الجلد في البداية، ومن ثم على شكل حبوب، وتهدف إلى زيادة ميوعة الدم وبالتالي منع تكون خثرات أخرى .
- مُذيبات الجلطات: عندما يفشل علاج جلطة الساق بمميعات الدم، قد يُضطر الطبيب إلى استخدام مذيبات الجلطات للتخلص من الخثرة .-الفلتر: وهي أداة توضع في أحد أوردة الجسم الكبيرة في البطن والذي يُسمى بالوريد الأجوف السفلي Inferior vena cava لإلتقاط أي خثرات تنتقل من اوردة الساق إلى الأعلى عن طريق الدم ومنع حدوث الجلطات الرئوية.
- الجوارب المطاطية : تساعد على شد عضلات الساق ومنع تجمع الدم فيها وبالتالي تقليل إمكانية تكون الخثرات .
لاريب بأنه يمكن الوقاية من الإصابة بجلطة الساق من خلال إجراءات بسيطة ومهمة على نظام حياة الشخص مثل ؛ المحافظة على ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية، والإبتعاد عن التدخين، وتخفيف الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، وكذلك تحريك القدمين من وقت لآخر عند الجلوس أو بعد النوم لفترة طويلة أو السفر بالطائرة لأماكن بعيدة، كل ذلك يقلل من خطر الإصابة بجلطة الساق، وكما ينصح الأطباء بأخذ مميعات الدم قبل إجراء عملية جراحية يُتوقع أن تستغرق وقتًا طويلًا، وذلك للوقاية من تشكل الجلطات