بقلم: كنده الجيوش
..ويتهكم الكثير من الفرنسيين على جيرانهم الإنجليز بانهم «بستانيون» أي انهم يحبون زراعة حدائق بيوتهم بالأزهار وكذلك بالخضراوات والفاكهة بينما هم الفرنسيون يهتمون بالعطور والأزهار فقط…
وطبعا هذا في التاريخ ومن باب التهكم! ولكننا اليوم ومع ظهور الاهتمام المتزايد بالبيئة نرى الكثير من الفرنسيين والإنجليز وابناء العالم الغربي عموما يسعى ليكون لكل واحد منهم حديقته الخاصة التي يحصل منها على الخضار والفاكهة التي يعرف بانها لم ترش بمبيدات سامة وهي طبيعية!! وطبعا قدر المستطاع! بل واصبح هناك محلات خاصة بما يسمى بالمنتجات «organic” الطبيعية.
ومع الكورونا أصبحت هذه الجهود ضرورية اكثر.
وهذه الظاهرة اَي زراعة الحدائق المنزلية موجودة ومحببة جدا في بلادنا العربية منذ زمن بعيد وجاءت عليها فترة من الركود والكسل ولكنها عادت بقوة مع الحروب والشح المادي و مرض الكورونا … ولا اذكر الاهتمام بالبيئة في بلادنا لانهم لديهم أمور وهموم حياتية اصعب.
اليوم عاد الكثير من ابناء بلادنا الى الاهتمام بشجرة الدار وشجرة الليمون والنارنج وغيرها الى جانب حوض زهر الياسمين .. وعادوا ووزرعوا الطرخون الى جانب العطرة والبقدونس والريحان .. ومااجمل هذا التوجه! كم هو مهم ويساعد الغني والفقير وكم هو مفيد!
وكذلك هنا وياتي دور اللاجئ العربي والسوري تحديدا الذي يحب الزراعة بطبعه – وان لم يهتم بها كثيرا في بلده أيام انشغاله بالعمل – الى الاهتمام بها في الغرب في بلاد اللجوء والمهجر .. ومن خلال الحنين والحاجة الى المنتجات والطبخات التي احبها وعاش عليها واشتهى ان يضيفها الى مائدته!
ومن خلال هذا قاموا بتعريف البلدان الجديدة وشعوبها على ثقافتهم الغذائية وعاداتهم الجميلة الصحية من خلال ادخال أنواع جديدة من الخضراوات والطبخات والأعشاب الى الحدائق المنزلية والأسواق وموائد الطعام! كيف نحتاج بكثرة الى البقدونس والكزبرة واستخداماتها .. وكيف نصنع عشرات الوصفات الحلوة والمالحة والمربيات من الباذنجان مثلا!! وكيف نلف ونخزن ورق العنب ووو..
عالم جديد ندخله الى الغرب من خلال زراعة مساحة صغيرة في حدائقنا واليوم بدأت تدخل كمنتجات تجارية كبيرة في الحقول !
وكله مفيد للصحة وربما رفاهية للبعض في الغرب ولكنه اليوم ضرورة لمن هم في بلادنا!
الصحة والسلامة للجميع !
عاشت النوستالجيا وعاش الحنين الغذائي!