بقلم: سليم خليل
نلقي خلال أحاديثنا يوميا أمثالا مبنية على حوادث جرت في الماضي القريب أو البعيد وكثيرون وأنا منهم لا يعرفون ما هو أساس هذا المثل ؛ من هذه الأمثال التي تكرر كثيرا : حبل الكذب قصير .
من منا لم يكذب بالرغم من تحريم الكذب في الكتب السماوية والقوانين المدنية واستنكاره في العلاقات الاجتماعية التي صنفت الكذب إلى كذبة بيضاء بريئة لتحاشي الأذى من مشكلة كبيرة وكذبة خطيرة في شهادة في القضاء يحاسب عليها القانون وكذبة سياسية ومعاذ الله من الكذبة السياسية وتوابعها وتأثيرها .
أما المثل الشعبي : حبل الكذب قصير هناك رواية تتحدث عن محل تجاري يعمل فيه صاحب المتجر وعاملان ساعدا المالك لمدة طويلة وأصبحا نتيجة الإخلاص والتفاني في العمل كأفراد وأولاد في عائلة صاحب المتجر الذي نتيجة إخلاصهم كان يغيب ويسافر للنزهة وللعمل تاركا المتجر للشابين مطمئنا لنزاهتهما في البيع والشراء وتحصيل الأموال ودفع قيمة لوازم العمل إلخ إلخ .
بعد سنين من العمل أخذ الطمع يغري أحد العاملين مفكرا إلى متى سأبقى عاملا في هذا المتجر ورب العمل ينعم بأتعابي وإخلاصي ويجني الأرباح ويشتري العقارات ويسافر للنزهة والسياحة وأنا محبوس هنا إلى الأبد!!! أخذ يسرق يوميا قسْما من قيمة المبيعات إلى أن بدأ العجز في الصندوق يظهر بشكل ملحوظ بينما حركة البيع والشراء ثابتة على ما كانت عليه .
بدأ صاحب العمل بالتحقيق متهما العاملين بالسرقة؛ نكر كلاهما السرقة بإصرار واستمر صاحب المتجر بمراقبتهما ولم يتمكن للوصول إلى نتيجة، وأخيرا التجأ إلى أحد المنجّمين وكاشفي المستقبل الذين كان لهم سطوة وتأثير نفسي على محيطه لحل المشكلة فوعده المنجّم خيرا ودعى الجميع للإجتماع في مركزه حيث يوجد غرفة مجهّزة بأساليب الرهبة والخوف كالدخان وأضوية مريبة ، هناك بعد تمثيل ألاعيبه أعطى كل عامل حبل بذات الطول قائلا في الحبلين سحر ؛ والسحر سيزيد
طول حبل السارق خلال الليل؛ عليكما أن تناما واضعين الحبلة تحد وسادة النوم وتأتيا غدا لقياس طول الحبلين ومعرفة السارق .
حمل السارق الحبل ولم يستطع النوم مراقبا الحبل متخوفا من أن يزيد طوله . بعد ساعات من الخوف والاضطراب متخوفا من أن يزيد طول حبله قرر أن يقص الحبل بعض الشيء فيضمن عدم زيادة طوله وفي ذات الوقت يكون حبله أقصر من حبل زميله فتقع الشبهة والتهمة على زميله حامل الحبل الأطول .
في اليوم الثاني ذهب الجميع إلى بيت المنجّم الذي تسلم الحبلين ؛ بعد القياس تبين أن واحدا أقصر من الأخر وفجأة وجه المنجّم التهمة إلى السارق الحقيقي صاحب الحبل القصير مؤكدا أنه لا يمكن أن يزيد طول الحبل وأن السارق كذب
وقص الحبل ليكون أقصر من الأخر وتتحول التهمة إلى زميله ومن هنا جاء المثل القائل: حبل الكذب قصير .