بقلم: يوسف زمكحل
كان محسن يعيش في مصر ويعمل بإحدى الشركات وفي يوم من الأيام طلب منه رئيسه في العمل الأتصال بالفرع الآخر للشركة لمتابعة أعمال الشركة فردت السكرتيرة يسرا التي كانت تملك صوتاً جميلاً مميزاً ودار حديث بينهما عن أعمال الشركة وتكررت المحادثات التليفونية بين يسرا ومحسن لمتابعة أعمال الشركة ومع الأيام تحولت هذه المحادثات لعلاقة بينهما واتفقا على أن يتقابلا وهو لم يكن قد رأها من قبل وفي أول مقابلة وجدها جميلة ذات عينان عسليتان وشعر أسود طويل ووجنتين يكسوهما أحمرار خفيف وشفتان من الألماس الرقيق يحميان قصر ابدع الله في بناءه وبعد قصة حب أتفقا على الزواج ولكن سألا بعضهما البعض كيف ومحسن مسيحي الديانة ويسرا مسلمة فكيف يتزوجان في مصر ؟ وأخيراً أتفقا على أن يسافر محسن إلى أمريكا ثم تلحقه يسرا ويتزوجا حيث يسمح القانون الأمريكي بزواج كل منهما ويبقى على ديانته .
وبعد أسبوع تقدم محسن للسفارة الأمريكية للحصول على فيزا ولكن طلبه رفض وأثناء ذلك عرفت شقيقة يسرا بعلاقتها مع محسن وهي كانت زوجة مسئول كبير في إحدى الإجهزة السيادية وطلبت منه الأبتعاد عن يسرا حيث أن الزواج سيعرضه هو ويسرا للمشاكل وقالت له أنها ممكن أن تقول لزوجها وهو يفعل اللازم ولكنها رأت أن تتحدث معه الأول ولم يبال محسن بكلامها وأنتظر فترة ثم تقدم مرة أخرى للسفارة الأمريكية للحصول على فيزا ولكن للأسف رفض طلبه مرة أخرى فأصيب محسن بخيبة أمل كبيرة أما يسرا فأخذت تبكي وشعرت أن العلاقة على وشك الأنهيار فطلبت منه إنهاء العلاقة خوفا عليه من جبروت زوج أختها وبعد ما يقرب من شهر مر على محسن شعر فيه وكأنه ميت لا يشعر ولا يستمتع بأي شيء حوله ثم جاء الخبر الذي نزل عليه كالصاعقة عندما أخبره أحد أصدقائه بأن يسرا تزوجت تحت ضغط من أسرتها ولأول مرة يبكي محسن فقد أنتهى حلمه فصمم بينه بين نفسه على الأبتعاد عن مصر فهو لا يستطيع أن يتخيل الحياة بدونها وعرف أن السفارة الأمريكية تقيم قرعة هجرة عشوائية تسمح فيها لمن يفوز بالقرعة بالهجرة وتقدم محسن لهذه القرعة وابتسم له الحظ هذه المرة وفاز وقرر السفر تاركاً وراءه كل ذكرياته المريرة وأصبح محسن بعد 3 سنوات من رجال الأعمال ورغم ذلك لم ينس محسن حبيبته يسرا وكان يتابع أخبارها وعلم أنها تزوجت وطلقت مرتين وأنجبت من كل زوج أبناً فتألم جداً وعرف أنها غير سعيدة ولكنها وهبت حياتها من أجل تربية أبناءها ، وفي أحد الأيام وجهت دعوة من القنصلية المصرية بنيويورك لمحسن لحضور الأحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو واثناء تجوله في الحفلة كانت هناك إمراة تقف من بعيد تنظر إليه فاقترب منها ليصاب بدهشة فهي تشبه حبه القديم يسرا وأخذت نبضات قلبه تضرب بشدة فسألها على الفور يسرا فقالت له على الفور لا فيوليت جرجس وعرفها بنفسه ومن تلك اللحظة بدأت قصة حب وبعد شهر أتفقا على الزواج وفي يوم الزفاف أرتدى محسن البدلة السموكن السوداء والبابيون الأسود ووقف ينظر في المرأة ويسأل نفسه هل أنا فعلا أحب فيوليت لأنها شبه يسرا وأستطاعت ان تحيي فيا الحب القديم أم أحبها لشخصها من يا ترى يستطيع الإجابة على سؤالي حبيبتي التي احبها الآن من تكون .. من تكون؟!