بقلم: سليم خليل
الكيوي، الفاكهة الصغيرة المكسوة بالشعر بلونها الأصفر والعذبة المذاق ، من منتجات المناطق الحارًة ، هي الآن موضوع خلاف قانوني حول حقوق الإنتاج بين نيوزيلاندا والصين المصدر الأكبر في العالم لهذه الفاكهة .
مثل أي فاكهة ، هناك عدة أنواع لثمرة الكيوي ؛ لكن شركة نيوزيلاندية طورت هذه الثمار وصرفت الملايين لتحسينها لتصبح جاهزة للإستثمار والتجارة والتصدير وسجلت حقوق إنتاج النوع الجديد تحت إسم – كيوي ج ٣ – .
المعروف أن ثمرة الكيوي كانت وما تزال تنبت في الأدغال في الكثير من المناطق الحارة ومنها الصين ، لكن نوع ج٣ الصالح للتصدير تجاريا هو الأفضل ويعود الفضل بإنتاجه إلى الشركة التي تكلفت الملايين لتحسينه .
تأسست الشركة النيوزيلاندية عام ١٩٩٧ وتقدر مبيعاتها إلى دول العالم ب ١٠٠ مليون صندوق وزن ٣،٤ كيلوغرام ؛ قيمتها بلايين الدولارات.
تقدر هذه الكمية ب ٣٠٪ من الإنتاج العالمي . يدفع مزارعوا الكيوي من نوع ج ٣ في نيوزيلايدا للشركة صاحبة الإمتياز نصف مليون دولار لمساحة هيكتار واحد . تعتبر الصين أكبر مستورد من الشركة – مئة ألف طن سنويا-
يعتبر مزارعوا الصين أن أصل ثمرة الكيوي من الصين التي صدرت عام ١٩٩٠ الكيوي إلى نيوزيلاندا، لكن نيوزيلاندا تعتبر أنها تملك حقوق زراعة النوع – ج ٣ – الذي كلفها ملايين الدولارات لتحسينه . تَعتبر الصين أكبر منتج ومصدر ومستهلك للكيوي في العالم بإنتاج سنوي مليونين ونصف مليون طن وهذه الكمية تعتبر أكثر من نصف الإنتاج العالمي ؛ كما أن الصين تعتبر أكبر مستهلك للكيوي بكمية -١٢٣- ألف طنا عام ٢٠٢٠ -.
بدأت القضية برجل صيني إسمه – كاو – إنتقل مع زوجته إلى نيوزيلاندا عام ٢٠٠٥ وعمل في زراعة الكيوي وشارك في حلقات التدريب لإنتاج النوع الجديد ، عام ٢٠١٣ إشترى شتلا وزرعها في مزرعته وباع إنتاجه إلى الشركة صاحبة الإمتياز حيث تدرَب.
علمت الشركة النيوزيلاندية أن نوع كيوي – ج ٣ – يَنتج في الصين دون ترخيص منها وتأكدت أن الفلاح الصيني – كاو- هو مصدر تهريب الشتل إلى الصين وأنه أشرف على تدريب الصينيين على الإنتاج الجديد. أقامت الشركة دعوى على -كاو – لتحصيل حقوق الإنتاج وحكمت المحكمة في نيوزيلاندا بتعويض خمسة عشر مليون دولار ، إستأنف – كاو – الحكم وخفضت المحكمة المبلغ إلى – ١٢ – مليون دولار . يقول – كاو – إنه لم يستفيد ماديا من نقل شتل النوع الجديد إلى الصين حيث شرح مجانا للفلاحين الصينيين أسلوب الإنتاج كما انه لا يملك سوى مزرعة صغيرة في نيوزيلاندا .
تنتج الصين حاليا النوع الجديد على مساحات تقدر بــ ٥٤٠٠ هيكتارا وتقدر الشركة النيوزيلاندية الكمية بعشرة ملايين عبوة كيوي بوزن ٣،٤ كيلوغراما ويتطور الإنتاج ليصل هذا العام إلى -٩٠- تسعين مليونا.
تقدر الشركة النيوزيلاندية أنه من الصعب تحصيل أي مبلغ من الرجل الصيني – كاو – الذي نقل تقنية زراعة النوع – ك٣ – وتحاول الآن التفاوض مع الدولة الصينية لحصر مبيع النوع – ك٣ – المنتج في الصين عن طريق الشركة النيوزيلاندية .
كان لثمرة الكيوي أسماء مختلفة في البلاد الدافئة حيث تنبت في الأدغال وأطلق عليها إسم – كيوي- في نيوزيلاندا وهو إسم طير بحجم الدجاجة لا قدرة له على الطيران وموجود فقط في نيوزيلاندا وأصبحت كلمة – كيوي- عالميا إسما للفاكهة العذبة المكسوة بالشعر والغنية بالفيتامينات .