حوار بقلم: علي أبو دشيش
فنان استثنائي صدق حلمه وحقق هدفه، مر بالكثير من الصعوبات لدرجة أنه عمل “شيال “ثم غنى على أكبر المسارح العالمية خلال هذا الحوار يحكى لنا “حسن كامى” عن مشوار 1600 حفلة أوبرا، وتجاربه التمثيلية مع العديد من الفنانين مثل أحمد زكى، كما يحدثنا عن المأساة التي مر بها بعد وفاة زوجته وابنه، ويتحدث عن حصوله مؤخرا على لقب سفير السلام العالمي.
س: حدثنا عن تكريمك سفير للسلام العالمي وانطباعك؟
تم الاتصال بي وقالوا لي تم اختيارك سيفر للسلام العالمي بداية الامر لم أصدق وعندما ذهبت الى مقر التكريم شعرت بسعادة عظيمة وهذا شرف عظيم لي.
س: لماذا اعتزلت غناء الأوبرا؟
هناك عملية أنجاز وعمر ولابد من معرفة متى موعد الانسحاب لاحترام الرصيد الفني وحب الناس، هناك بعض التخاذل في وظائف “الحجاب الحاجز” وهذه الوظيفة هي سر الغناء، فاعتزلت الغناء الأوبرالى وأنا في العرض 440 لأوبرا وعايدة وأول مرة مثل آخر مرة لم يقل مستواي نهائياً وكنت دائماً أغنى من غير بروفات وكان يستعجب منى قائدو الأوركسترا ولكنني كنت بارعًا، واقتنعت تماماً أن هذا العرض هو النهاية.
س: وماذا عن لقاءك مع كوكب الشرق “ام كلثوم”
في أحد الحفلات الغنائية في الاوبرا وجدت رجلاَ قال انا “محمد القصبجي” وصوتك جميل و”الست” تريد مقابلتك قلت له من الست لدي عرض بعد 3 دقائق
قال لي ام كلثوم تريد مقابلتك فذهبت مسرعا معه.
وماذا قالت لك؟
قالت لي اجلس يا حسن انت جذاب على خشبة المسرح وصوتك جميل وانت لسا صغير، وصوتك مثل الثمرة التي لم تنضج بعد، ولكن لابد ان تتعلم جيدا ولابد من ممارسة الرياضة وملعقة عسل كل يوم ثم ثالت لي اذهب فالجمهور ينتظرك على خشبة المسرح.
س: ما هو شعورك في أول مرة غنيت فيها؟
على مر تاريخي في الغناء الأوبرالى كنت دائماً خائفًا ومتوترًا ولكن تحية الجمهور كانت تعيد لي الروح بداخلي مرة أخرى، ووصل بي الأمر إلى أن غضبت منى زوجتي بسبب هذا الأمر وقالت لي «بعد كل هذا العمر والخبرة من الغناء الأوبرالى ومازلت تخاف» هذا على الرغم من تصنيفي من ضمن أفضل خمسة فنانين أوبراليين في العالم.
س:كيف تعلمت الغناء الأوبرالى؟
أخذت فترة في التعليم بمصر لكن علمت انني كي أتميز في الغناء الأوبرالى لابد أن أتعلم في إيطاليا، وكنت أعمل في إحدى شركات الطيران وطلبت منهم أن ينقلوني إلى روما وبالفعل انتقلت واحترفت الغناء الأوبرالى هناك وجلست اتعلم في إيطاليا 4 أعوام وتعلمت أشياء كثيرة مهمة أضافت لي وجعلت منى مغنى أوبراليًا عالميًا.
س: هل كان هناك مطربون أقدم منك عندما غنيت اوبرالي بمصر؟ وما سبب حبك للغناء
كانت هناك سيدتان في مصر فقط تغنيان هذا النوع، وهما السيدة أميرة كامل شقيقة فايدة، والسيدة فيولت مقار، وسبب حبي لهذا الغناء هو أننى شاهدت في صغرى فيلمًا تسجيليًا عن كروزو أكبر فنان إيطالى فى غناء الأوبرا وشعرت حينها بأنني يوماً ما سأصبح كروزو ولكن في مصر والوطن العربي والشرق الأوسط.
ما الذى فعلته كي تصل إلى هدفك وتحقيق حلمك؟
– عندما كنت صغيرًا كان سقف طموحاتي وأحلامي كبيرًا جدًا يكاد يصل إلى السماء وكنت أعلم جيداً أن ذلك لم يتحقق إلا بالتعب والاجتهاد، فاشتغلت مثلاً «شيال» من أجل الحصول على الأموال لأتعلم الغناء الأوبرالى رغم أننى كنت من عائلة كبيرة ولسنا فقراء ولكنهم رفضوا أن يساعدوني.
س: لماذا يتم حصرك دائماً في نوعية أدوار محددة؟
كل واحد فينا ابن لتجربته وثقافته وشكلة قدمت الأمير والملك والباشا
وبسبب ملامحي وتكوين شخصيتي فتم حصري في الأب الأرستقراطي أو السياسي أو إحدى الشخصيات التاريخية ولابد ان يكون هناك تلقائية في الأداء .
س: ما هي أقرب الأعمال والشخصيات التي قدمتها ؟
– جميع الأعمال التى قدمتها استمتع بها لكن عشقي من نوع خاص لـ«سمع هس» و«بوابة الحلواني» ومن الشخصيات «عزيز بيه القليط».
س:كيف تعيش بعد رحيل ابنك وزوجتك؟
– أعيش في وحدة وفراغ قاتل لا يتحمله بشر وكل أصدقائي أنا وزوجتي هجروني بعد وفاة زوجتي وذلك لأن نجوى زوجتي كانت تصنع نوعًا من البهجة بيننا وكانت محبوبة ودمها خفيف وكانت علاقاتها واسعة وبالتالي فكانت هي حلقة الربط بين أصدقائنا وتخيل الجميع اننى سأتزوج بعد رحيلها وهذا ما رفضته فلم أتخيل اى امرأة أخرى تحل محل زوجتي، وشعرت بأنهم يعطفون علىّ وبالتالي فكان لابد علىّ الرحيل والانفراد بنفسي، واستثمر وقتي فى القراءة والمشاهدة والرياضة أو أذهب إلى الأوبرا للاستماع إلى الغناء الأوبرالى.
س: لماذا لم تتزوج بعد وفاة نجوي؟
– عدم زواجي ليس حالة نفسية ولكن نجوى زوجتي كانت ست لا مثيل لها وكانت دائماً ترسم الفرحة والابتسامة ولا تشعر من حولها بأنها متضايقة، وبالرغم من أننى كنت لطيفا مع البنات، ولكن لم أستطع أن أحب أمرأه مثلها فلم أتخيل حياتي مع إنسانة غيرها.
س: وماذا عن أصدقائك؟
لدي اصدقاء محدودين ومعظمهم في الخارج
صديق شخصي لحسين فهمي ومصطفى فهمي وصديق عزت أبو عوف والعالمي الأستاذ الدكتور الكبير زاهي حواس ومن السيدات ليلى علوي ونيلي
س: أيهما كان مؤلمًا أكثر وفاة زوجتك أم وفاة ابنك؟
– وفاة شريف كانت قاسية جداً ولولا وجود نجوى فى حياتي فى ذلك الوقت لم أكن استطيع التحمل، وكنت وقتها في إنجلترا لعمل حفلة وجاءت على الفور وتعبت جداً بسبب وفاته، أما وفاة نجوى فكانت قاسية بشكل يفوق الخيال مرضت وظللت في ثوب المرض فترة طويلة لحين أن تماسكت وأيقنت بأن علىّ أن أستكمل حياتي لحين أن أذهب لها.
أتمنى ان يكون الحوار قد أعجبكم وانتظرونا في لقاءات حصرية اخري