ثمن وزير الخارجية سامح شكري، موقف إسبانيا الداعم للقضية الفلسطينية، لاسيما بعد اعترافها بدولة فلسطين.
وأعرب شكري – خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس – عن تطلعه إلى حل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أن المشاورات مع نظيره الإسباني تطرقت أيضا للعلاقات الثنائية بين البلدين، مثمنا في الوقت ذاته تطور العلاقات والتنسيق المستمر والرغبة في تدعيمها على المستوى السياسي والثقافي والاقتصادي.
وقال وزير الخارجية “إننا سنستمر في إيجاد فرص مواتية للاستفادة الكاملة من العلاقات، على خلفية رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين ومع الشركات الإسبانية التي لها رصيد ضخم في إطار جهود مصر التنموية على مدى السنوات الماضية”.. مضيفا “نحن نتطلع إلى تكثيف ذلك بدعم من الحكومة الإسبانية وتوفير الضمانات للشركات الإسبانية وتشجعيها على استكشاف الفرص المتاحة حتى تكون هناك مصالح مشتركة بين البلدين”.
وحول قضايا البحر المتوسط والتعامل مع قضية الهجرة غير الشرعية.. أوضح شكري أن مصر تعمل على منع هذه الظاهرة، مبينا أن مصر تستضيف نحو 9 ملايين مهاجر وتتحمل عبئا من منطلق الشعور بالمسؤولية وتتطلع إلى المزيد من التعاون على المستوى الثنائي وفي إطار الاتحاد الإوروبي.
وتابع شكري قائلا “إننا ارتقينا بالعلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى العلاقة الاستراتيجية الشاملة بدعم كامل من إسبانيا، ونتطلع دائما لاستمرار اتخاذ إسبانيا مواقف داعمة لتطوير هذه العلاقة مع الاتحاد الأووربي؛ نظرا لمعرفة إسبانيا للقضايا التي نتعامل معها في المنطقة والضغوط التي نتعرض لها”.
وأكد وزير الخارجية سامح شكري، استمرار العمل والتعاون بين مصر وإسبانيا والاتحاد الأوروبي للتوصل إلى وسائل سلمية لإنهاء الصراع في المنطقة، مشيرا إلى أن المباحثات المشتركة مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس تناولت أيضا الأزمة في السودان وليبيا.
وقال شكري – خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسباني – إن هناك تداعيات خطيرة للحرب في غزة أثرت على حرية الملاحة في البحر الأحمر، مشيرا الى تأثيرها السلبي على الوضع الاقتصادي في المنطقة.
وأضاف قائلا “بالرغم من تعرض مصر إلى هزة اقتصادية بسبب جائحة (كورونا) والحرب في غزة وأوكرانيا؛ إلا أنها مستمرة في التنمية وتوفير الازدهار لشعبها بما يحقق المزيد من الاستقرار لها وللمنطقة ومحيطها وشمال المتوسط، والقدرة على التعامل مع القضايا المختلفة بشكل إيجابي”.
وأعرب شكري عن تطلعه إلى استمرار الاتصالات والتنسيق الوثيق بين مصر وإسبانيا والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن مصر ستستضيف في نهاية الشهر الجاري مؤتمر الاقتصاد المصري ـ الأوروبي.
وشدد وزير الخارجية على ضرورة الامتثال إلى قواعد القانون الدولي ومواجهة الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية في غزة المناهضة للقانون الدولي، مؤكدا ضرورة الاحترام الكامل لقرارات محكمة العدل الدولية والحفاظ على منظومة العمل الدولي متعدد الأطراف وآلياته حتى يستطيع العالم التعامل في إطار المؤسسات التي تحمي مصالح
وقال وزير الخارجية سامح شكري، إن مصر أصدرت بيانا مشتركا مع الولايات المتحدة وقطر باعتبارهم الدول الثلاثة الراعية للمفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة، ودخول المساعدات الإنسانية، ومنع نزوح الشعب الفلسطيني، وتصفية القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الطرح الحالي جديرا بأن يتم قبوله، بما يؤول إليه من وقف إطلاق النار، ووقف الأضرار المستمرة، والقتل المستمر للشعب الفلسطيني بغزة.
وأضاف شكري – خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس – أن البيان المشترك يتضمن عدة عناصر منها أن يكون وقف إطلاق النار كاملا، إضافة إلى إعادة الرهائن، ودخول المساعدات بالكميات التي يحتاجها الشعب الفلسطيني.. موضحا أن البيان الصادر يحفز الطرفين (إسرائيل وحماس) بقبول هذه الخطة.
وأشار إلى أن التصريحات المبدئية لحماس تؤكد أنها تلقت الخطة بشكل إيجابي، لافتا إلى إننا ننتظر الرد من إسرائيل.. وتابع قائلا “إننا نستمر في التواصل والتنسيق مع الشركاء سواء كانت الولايات المتحدة وقطر، أو مع شركائنا الأوروبيين وغيرهم؛ للقيام بدور تحفيز الطرفين على قبول هذه الخطة”.
وأوضح أن استمرار الحرب في غزة أصبح أمرا مرفوضا، لما له من آثار بالغة الخطورة، مشيرا إلى أن 37 ألف فلسطيني قتلوا، كان أغلبهم من النساء والأطفال، إضافة إلى إصابة نحو 100 ألف فلسطيني، وتدمير مايقرب من 65 – 70% من البنايات في غزة، مشيرا إلى أن غزة أصبحت غير قابلة للحياة، في ظل عدم قبول الكمية المناسبة من المساعدات اللازمة لمواجهة احتياجات الحياة، ومواجهة الحالة الصحية للشعب الفلسطيني في غزة.
وتابع شكري قائلا “إننا سوف نستمر في الهدنة، ونتطلع بأن يكون هناك تفاعلا بين الطرفين للانخراط في تنفيذ هذه الخطة بكافة عناصرها”.
وفيما يتعلق بالتواجد العسكري الإسرائيلي في غزة.. أوضح وزير الخارجية قائلا “بالتأكيد أن هذا الأمر ليس مرفوضا من قبل مصر فقط، بل أيضا من قبل الغالبية العظمى من أعضاء المجتمع الدولي”.
قال وزير الخارجية سامح شكري، إن هناك موقفا وسياسية مصرية واضحة برفض التواجد الإسرائيلي على معبر رفح.. مضيفا “أن معبر رفح هو الاتصال الوحيد فيما بين الفلسطينيين والخارج، وبقية المعابر الإسرائيلية مغلقة أمام الفلسطينيين”.
وتابع شكري “أن احتياج الفلسطينيين للعلاج والتعليم دائما كانت من خلال مصر، ويصعب أن يستمر معبر رفح في العمل دون وجود إدارة فلسطينية للمعبر على الجانب الفلسطيني.. ومن الطبيعي أن يكون هذا مكون في أي حل يتم للأوضاع الحالية”.
وفيما يتعلق بالاتفاق المصري الإسرائيلي “معاهدة السلام”.. أوضح وزير الخارجية قائلا “إن هذه المعاهدة مستقرة على مدى 4 عقود ولديها من الآليات لمواجهة أي خروقات أو مخالفات لبنودها، لكن تظل قاعدة راسخة للأمن والاستقرار في المنطقة، وعلى الكافة مراعاة واتخاذ الإجراءات بشكل به مسئولية للحفاظ على هذه المعاهدة الهامة”.
وأكد شكري أنه يجب احترام هذه المعاهدة واحترام بنودها ومصر دائما تعزز من آثارها الإيجابية.
بدوره، أشاد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس اليوم /الاثنين/، بموقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية وجهودها المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، مؤكدا أن مصر وإسبانيا يرغبان في إحلال السلام الدائم لكل بلدان الشرق الأوسط ولفلسطين وإسرائيل.
وقال ألباريس ـ في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية سامح شكري في مدريد ـ إن إسبانيا ومصر لهما رؤية مشتركة للعمل من أجل السلام وضرورة وقف الحرب في غزة والعمليات العسكرية في رفح.
وأضاف أن في هذا الصراع كان لمصر موقف بناء وهو موقف يجب الإنصات إليه، مشيرا إلى أن الحكومة الإسبانية تثمن تبادل الرؤى مع مصر حول الشرق الأوسط.
وأشار ألباريس إلى أن زيارة وزير الخارجية سامح شكري، تأتي في إطار دعم لتطبيق حل الدولتين، وقال “إن مصر الدولة الأولى التي وقعت السلام مع إسرائيل من بين الدول العربية، ولذلك فإن تشكيل وإقرار دولة فلسطين وهو ما اعترفت به إسبانيا سيؤدي إلى اندماج إسرائيل في الإقليم وتستطيع أن تعيش في سلام واستقرار”.
وأوضح أن أسبانيا اتخذت في الـ 28 من مايو الماضي قرارا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، لأن اللحظة قد حانت لاتخاذ قرارات لا الحديث عنها فقط، مؤكدا أن إسبانيا تعتمد على مصر في هذه القضايا ونحن على معرفة تامة بمدى حساسية الوضع في مصر بسبب دخول القوات الإسرائيلية إلى رفح ولذلك يجب إنهاء هذا الاحتلال وهذا التدخل في رفح، وهو الأمر الذي أشارت إليه محكمة العدل الدولية.
وتابع وزير الخارجية الإسباني إلى أنه بحث مع شكري سبل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، كي يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة، ولتقليص التوترات على الحدود في رفح تحديدا، مؤكدا أن إسبانيا تريد وقف إطلاق النار والعدوان لإنهاء معاناة المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية والسماح بالإفراج عن الرهائن، ثم الانتقال للنقطة الثانية وهي إدارة غزة والضفة الغربية تحت حكم السلطة الوطنية الفلسطينية.
وفي نهاية كلمته، أكد أن مصر بلد جوهري في الشرق الأوسط وإفريقيا وهي شريك متوسطي، ولكل هذه الأسباب تحرص بلاده دائما على مواصلة الحوار مع شركائها المصريين، مرحبا بزيارة وزير الخارجية سامح شكري، لمدريد، مثنيا على جهوده من أجل إحلال السلام في المنطقة.
المصدر : أ ش أ