بقلم: كنده الجيوش
تنتشر في مدينتنا مونتريال ظاهرة جميلة جدا جدا وهي أحواض الزرع والأعشاب لتزيين الشوارع في فصل الصيف. ورغم أن فصل الصيف قصير فان البهجة التي تضيفها كبيرة جدا.
انه التوجه المستمر نحو الاهتمام بالبيئة والتذكير بعطائها وخيراتها لنا وأهمية الخضار الطبيعية للصحة والإنتاج المحلي سواء في المنزل أو المطعم أو المزارع الصغيرة.
وايضاً — وهذا جزء مهم – التقرب من البيئة وان تبقى حاضرة في وعينا من اجل الاعتناء بها. وهو جهد كبير ومثمر لبلديات متعددة في مونتريال وحول كندا.
اليوم يمكننا ونحن نتسوق في مراكز التسوق الكبرى المفتوحة أن نقطف من الشارع بندورة صغيرة أو ورقة ريحان لتذوقها – مع احتياطات النظافة وعدم إيذاء الشجرة – مثلا.. وليس للاستهلاك المنزلي.. هي فقط للجمال بالألوان والتذكير بالبيئة والأرض وتوطيد الصداقة بين الإنسان وهذه الأرض المعطاءة بطريقة غير مباشرة!!!
كم هي رائعة هذه الفكرة ومن طورها.
إنها تذكرني ببلادنا عندما يكون خير الأرض يتم تشاركه كما المحبة وعندما تثمر الحديقة يتم توزيع بعض خيرها على الجيران كي يتذوقونه.
وأيضا أصبح هناك أحواض صغيرة مطبخية تحوي بعض أنواع الأعشاب المنكهة باتت منتشرة بشكل كبير للاستهلاك داخل المنزل.
وأيضا في مونتريال وجدت بعض المطاعم الصغيرة تزرع الأعشاب المنكهة مثل النعناع والزعتر والريحان أو الروز ماري وبعض الخضار الملونة في أحواض تزين ساحة المطعم أو حديقته وتستهلكها في صناعة أطباق لا مثيل لها لان الأعشاب طازجة وكذلك الخضار … ويكون الطعام لا مثيل له .. وكذلك المحبة والاهتمام التي يعطيها الشخص المسئول عن رعايتها.
الإنسان في بدايته كان يلتقط ويأكل ويصيد وعندما بدأ يتطور بدأ يزرع وكانت الأرض أجمل الأصدقاء.
العودة إلى الزراعة على مستوى بسيط في حدائق البيوت وداخلها فكرة جميلة وذكية لأنها تخاطب الإنسان بطريقة غير مباشرة وتذكره بمحبتها وأهميتها.
البيئة والأرض هما أساس حياتنا.