بقلم: سناء سراج
ذات يوم كنت جالسة في أحد الأماكن فوجئت بالمنضدة المجاورة لي باثنين دار بينهما حوار مسموع لكل الحاضرين وبالطبع كنت مستمعة ولست طرف في هذا الحوار عندما انتبهت لعلو نبرة الصوت، قال مسعد لصديقة حسين كلام واقعي جدا واستوقفتني كلماته ومفاد هذا الحوار في السطور القادمة.
للأسف الشديد أصبحت هذه هي اللغة السائدة بين اغلب الناس ساقول لك الحقيقة المرة انا ربما لا اكرهك ولكني ايضا في المقابل لا احبك ولكن اجبرتني الظروف أن اتلون واتشكل مع كل منصب وكل شخص اعتلي المقعد.
لذا اعذرني انا احترم منصبك واحب مقعدك ولا يعنيني من يجلس علي هذا الكرسي او من يتقلد هذا المنصب الكل بالنسبة لي سواسية الاهم المقعد والمنصب هو من يغدق على المكافأة والراحة في العمل انا خادم للكرسي لا لمن يجلس عليه.
نادرا ما يحب المرؤوس رئيسه، هذه النوعية من البشر تصادفها كثيرا و أصبحت مستشرية في مجتمعاتنا الآن، و مجتمعات سابقة وستجدها في مجتمعات اتية انها جينات خُلِقت واصبحت واقع مرير نعيشه و ستشعر بها عندما تتقلد منصبا ما وقتها ستعرف من يتعامل معك مجبرا ومنافقا وافاقا لا من أجل عينيك ولكن من أجل عيون منصبك او مقعدك فسيان عنده اذا جلست انت او اي احد غيرك على تلك المقاعد، وشتان بين من يحبك في كل حالاتك سوا كنت مديراً او غفيراً، ومن يحب منصبك.
هنا فقط ستعرف من يحبك هذا الحب لشخصك وانسانيتك هذا ما ستجنيه بعد ان يتخلي عنك الكرسي والمنصب ويبقى الإنسان.
وقتها ستدرك المنافق والآفاق وقتها سيتضح لك من احب الانسان ومن احترم المنصب واحب الكرسي اللعين الذي كم اخذ من جالسيه المبادئ وانتزع منهم صفات جميلة وراقية قد احببناها فيهم قبل إعتلائهم كرسي المنصب الذي على مر العصور اتضح كيف يغير صاحبة .
اللهم ثبتنا على مبادئنا و سمو ارواحنا وترفعنا عن شهوة المنصب وغريزة الاحتلال للمناصب والكراسي.
واكفنا شر الغرور والتملق والنفاق اللهم امين..