بقلم: خالد بنيصغي
حلّ شهر رمضان الكريم بفضل الله على المسلمين في كل بقاع العالم ، وحلَّتْ فرصة أخرى نشكر الله عز وجل على إهدائها لنا ، كي يزيد فضله وجوده وكرمه بالحسنات الكثيرة والمغفرة والثواب والأجر العظيم فقد ( قال رسول اللهﷺ قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام هو لي ، وأنا أجزي به ، فوالَّذي نفس محمد بيده لخُلْفَةُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريحِ المسك ). الحمد والشكر لله رب العالمين .
نظرتُ في شاشة التلفزة واندهشتُ لذلك الكم الهائل من المسلسلات الدرامية و «السيتكومات» الكوميدية والأفلام المغربية وبرامج الكاميرا الخفية التافهة التي بدأت تعرض في القنوات المغربية خاصة في القناتيْن الأولى والثانية ، عندما أقول اندهشت من هذا الأمر فلا يعني أن الأمر جديد هذه السنة ، فالأمر معتاد لسنوات وعقود طويلة ، وكأن هذا الشهر الفضيل أصبح متخصصا لدى القنوات المغربية وحتى العربية بوفرة هذه الأعمال التلفزية الرخيصة ، كنت أُمَنِّي النفس بأماني كثيرة من وطننا الإسلامي كأن أجد مثلا بين هذا الزخم الهائل ولو مسلسلا دينيا واحدا ، صراحة أصبح السؤال ملحّاً بشكل لافت للنظر : من هؤلاء الممثلون والفنانون في حقيقة أمرهم ؟؟ لماذا لا يفكرون نهائيا في أي إنتاج إسلامي ؟؟ ماهي الرسالة التي يريدون إيصالها والتي أتعبوا آذاننا بسماعها على الدوام ؟؟ ماهي أهدافهم وغاياتهم ؟؟
من المؤسف جدا أن يحدث كل هذا في حكومة إسلامية يقودها حزب العدالة والتنمية الذي علق عليه المغاربة آمالا كبيرة وأحلاما تفوق تصوراتهم ، قبل أن يتجرعوا إلى الآن جل أنواع الخيبات الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية ، والدينية على وجه الخصوص في تناقض صارخ بين رفض فتح المساجد في وجه المغاربة لأداء صلاة التراويح ، فيما لا تزال مظاهر الحياة المغربية اليومية تضج أمام أعين الحكومة بكل أنواع عدم احترام التدابير الاحترازية ضد جائحة « كورونا « من مثل الاكتظاظ في الأسواق العامة تقليدية كانت أم عصرية ، والازدحام اللافت للنظر في الحافلات ، وغيرها من السلوكيات الخرقاء ، دون ارتداء الكمامة مثلا ، ودون توفير « المعقم « في المحلات والإدارات المغربية إلا في البعض القليل منها …
إذا كان لابد من إغلاق المساجد بسبب جائحة كورونا فلتكن هناك صرامة في التعامل مع كل القطاعات الحكومية وغير الحكومية ، لأن المغاربة يشعرون بالغبن والظلم جرّاء هذه القرارات التي تتخذ فقظ بهذه الصرامة في المجال الروحي وفي شهر كريم وفضيل هو شهر رمضان ، فما الذي تبقَّى للمغربي في حياة تملؤها الأزمات المادية عند فقيره الذي يقاوم لقمة العيش الصعبة ، والدينية عند فقيره وغنِيِّه على حد سواء ؟؟
الحكومة المغربية بقيادة حزب العدالة والتنمية إمّا أنها لا تفهم أن هناك فئة المغاربة التي ضمنت أجرها الشهري ويمكنها أن تقبل بالإغلاق الليلي في هذا الشهر الكريم ، وهناك فئة ليس لها أي دخل إلا بعملها اليومي في القطاع الخاص مثل المقاهي والمطاعم ، وبالتالي فكيف لها أن توفر حاجياتها دون أي دخل في هذا الشهر ؟؟ أو أن الحكومة لا تفهم أيضا أننا في دولة إسلامية لا تقبل بهذا التسيُّب بدعوى الفن على شاشات قنواتها الوطنية ، وهي الأسباب التي وللأسف تجعل التدبير المالي والروحي للمواطن المغربي يدخل الخط الأحمر من الخطر ، وينذر بمستقبل يلفه الغموض اجتماعيا وأخلاقيا ودينيا .. نسأل الله العافية .. دمتم بود .