بقلم: يوسف زمكحل
منذ أيام زار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الصين أستمرت ثلاثة أيام وألنقي فيها بالرئيس الصيني شي جين بينغ وأصطحب معه في هذه الزياره 60 من أصحاب الشركات الفرنسية الكبري مما يدل على أن فرنسا قررت أنتهاج سياسات جديدة تؤكد فيها إنتهاء تبعيتها للولايات المتحدة الأمريكية وأصدر ماكرون عدة تصريحات نارية قال فيها على أوروبا أن تقلص أرتباطها بواشنطن وتتجنب الدخول في مواجهة مع الصين وأضاف أن الأسوأ هو الأعتقاد بأن الأوربيين ينبغي أن يصبحوا أتباعاً لواشنطن .
أنتهجت فرنسا هذا النهج بعد أن سادت مخاوف واسعة في القارة الأوروبية من حالة عدم اليقين بشأن أنتهاء الحرب الروسية الأوكرانية وبالتالي توقف النزيف المالي والإقتصادي الأوروبي.
هناك أدعاءات أوروبية تقول أن واشنطن تعمل على إطالة أمد الحرب في أوكرانيا لأنها المستفيد الأكبر من تبعاتها وأثارها السلبية التي خلفتها على إقتصاديات دول أوروبا الغربية ولكن الرئيس الأمريكي جو بايدن رفض هذه الأدعاءات وقال أن الكونجرس قد وافق قبل أيام على تقديم مساعدات عسكرية وإقتصادية جديدة بقيمة 44,9 مليار دولار تضاف إلى 50 مليار دولار أرسلتها الولايات المتحدة الأمريكية بالفعل لمساعدة أوكرانيا .
وقبل أسابيع هاجم بقوة بعض مسؤولي الإتحاد الأوروبي إدارة بايدن وأتهموها بجنى ثروة من الحرب الروسية الأوكرانية لأنها تبيع المزيد من الغاز بأسعار أعلى وتبيع المزيد من الأسلحة .
والمخاوف الأوروبية لا تنتهي وهناك تصريح لجوزيف بوريل مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية قال فيه على واشنطن الإستجابة للمخاوف الأوروبية وقال أن أصدقائنا الأمريكيين يتخذون قرارات لها تأثير علينا .
والحقيقة فعلاً أن الولايات المتحدة هي المستفيدة فعلاً فقد دفع إنخفاض مخزونات السلاح في الدول الأوروبية لتتقدم بطلبات جديدة للحصول على سلاح أمريكي جديد لتعويض ما تم تقديمه لأوكرانيا .
وجاءت التهديدات الصينية لتايوان لتثير مخاوف أوروبا من توريطها في حرب أخرى ضد الصين وأمريكا تعمل جاهدة من أجل فرض هيمنتها على العالم عن طريق إضعاف أوروبا التي تحاول إرضاء الولايات المتحدة ولكن يبدو أن أوروبا ستفوق من غيبوبتها قريباً وتعلن على الملاء عدم تبعيتها لأمريكا كما فعل ماكرون.
ولكني أشك في إنجلترا حيث أنها العقل المدبر للولايات المتحدة ومصنع الشر في هذا العالم .!