شعر: نسرين حبيب
- ماتَتْ
- هل قبضوا على القاتل؟
- قبضوا.. لكنّه مجرمٌ بريء،
رفضوا محاكمتَهُ
حُكِمَ براءة مؤبّدة - كيف؟ هل عفا قاضٍ عن قاتل؟
- عفا.. فقد اعترف بِجُرمِه
- ماذا؟ والمَجني عليها؟
- بإرادتِها، ليست ضحيّة
- بِمَ طُعِنَت؟
- بسكّينٍ حادّ أقرب إلى خنجر
- لِمَنْ يَعود؟
- لِمُجرمٍ بريء.. أخبرتُكَ، لِمَ لا تُصَدّق،
هي من سَعَت لِمَوتِها - أين؟
- في صدرِها مباشرةً.. بين الأضلع
- حرامٌ عليه
- حرامٌ عليها
- واأسفاه! أَتُشَجّعُ مجرمًا؟
- أخبرتُكَ.. بِملءِ إرادتِها.. هي سَعَت لِتَحريضِه
حضنَتْهُ وأغلقَت عينيها.. رمقت نفسَها الأخير بين يديه وابتسمت..
ماتت حرّةً .. حرّة
تَغَمَّدَها بين ذراعَيْه
ماتَت بِمَحضِ عزيمَتِها
رَجَتْهُ أن يُنهِيَها حتّى آخر قطرة
شدَّت قَبضَتَهُ على الغمدِ وغرزت
كي تُسيلَ آخرَ أنفاسِها
لِتُهرِقَ روحًا ما عادَت تتحمّل زفرةً من دونه - أحمقاء هي؟
- بل مسافرة على متنِ زُهدِ الدّراويش
- أخبرتَني الكثير وحتّى الآن لم تقل من هو؟
- أنا ..
- أنت؟
- لِمَ استغربتَ؟
- من قتلها أسألُك؟
- العشق.. عشقُها قاتِلُها.. ألا تراني أعترف؟
أخبرتُك.. من يقتله العشق.. هو الجاني على نفسِهِ.. والقاتلُ هو المجني عليه،
جريمةٌ مزدوجةُ الأدوار
حين يطعنُكَ العشقُ تُصبحُ أنتَ الغادر وهو المغدور.. بخالِصِ شغفِها سلبت حياتها..
لم تَشتَكِ.. لم تَتَقمّصْ دَوْرَ الضَّحيَّة..
والآن، ما سؤالُك؟ ماتَت؟
هي لم تَمُتْ.. عَشقَتْ.. خلدَتْ في أسطورة.. اتّخذت لنفسِها ملاذًا بين العاشقين - بِرَبّكَ، دَعِ المزاح، من قتلها؟
- قتلَها؟ لا..
أحياها.. أحياها العشق