لقد أثبتت سيلين ديون أنها “ملكة العودة” الأسبوع الماضي عندما حققت عودتها المنتصرة إلى الجمهور في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 نجاحاً باهراً وملحوظاً، حيث وقفت صامدة أمام الجموع، تشدو بصوتها العذب، وبحضورها المعهود، وكأن المرض لم يمر عليها، ولم يأخذ من بريقها شيئاً، وخلف كواليس هذه القوة والتألق كان يوجد داعمون لـ”ديون”، وأبرز هؤلاء الداعمين، عائلتها التي حرصت أن تكون بجانبها في مثل هذه اللحظات.
سافرت المغنية الكندية، سيلين ديون البالغة من العمر 56 عاماً، الأسبوع الماضي، إلى العاصمة الفرنسية لتقديم نسخة مؤثرة من أغنية “Hymne A L’amour” لإديث بياف أعلى برج إيفل في أثناء افتتاح الدورة الأوليمبية “أولمبياد باريس 2024”. وفي حين أنها ودعت مدينة النور، لكن اتضح من الصور التي نشرتها مؤخراً على حسابها الشخصي بإنستغرام لتوثيق رحلتها في باريس، أنها لم تكن وحدها، وكان بجانبها ابنها الأكبر رينيه تشارلز أنجيليل، الذي لم يظهر كثيراً معها، أو بمعنى آخر يحتفظ بحياته الشخصية بعيداً عن الأضواء، رغم أنه يسير على خطى والدته في حب الموسيقى.
وتُظهر الصور التي نشرتها سيلين في أثناء إقامتها في باريس رينيه تشارلز بالقرب منها، كما ظهر في سلسلة من الصور التي نشرتها المغنية نفسها على موقع إنستغرام وهو يبتسم معها في أثناء جولتهما في المدينة وتفاعلهما مع معجبيها.
لقد خرج الشاب البالغ من العمر 23 عاماً إلى دائرة الضوء أكثر من أي وقت مضى خلال العام الماضي، حيث دعم والدته في معركتها مع متلازمة الشخص المتصلب؛ فبعد أن أخذت سيلين استراحة من المسرح والعروض لبدء رحلة العلاج، اعتمدت بشكلٍ كلي على أبنائها الثلاثة وأبرزهم رينيه تشارلز.
كان أكبر أبنائها الثلاثة، الذي أنجبته من زوجها الراحل رينيه أنجليل، قد ظهر إلى جانب والدته أيضاً في حفل توزيع جوائز غرامي في فبراير، عندما بدأت العودة إلى الأضواء بشكلٍ كبير. ومنذ ذلك الحين، كان معها في العديد من المناسبات البارزة.
فقرة غنائية مثيرة جذبت تعاطف الجماهير سواء الحضور لحفل افتتاح الدورة الأولمبية المقامة في العاصمة الفرنسية باريس “أولمبياد باريس 2024” أو المشاهدين الذين حرصوا على متابعة الحدث بصفة عامة وفقرة سيلين ديون بصفة خاصة. لم يتوقع أحد أن سيلين ديون التي شُوهدت في مقطع فيديو من فيلمها الوثائقي وهي تعاني وتتألم بشدة من تشنجات مرضها -الناجمة عن متلازمة الشخص المتصلب- ستكون على استعداد أن تقدم عرضاً -حتى لو كان بسيطاً- حياً أمام أعين العالم وفي مناسبة كانطلاق فعاليات الدورة الأولمبية؛ فكيف استطاعت النجمة العالمية إخفاء مرضها والتحكم فيه والتدرب للوقوف بعد غياب دام 4 أعوام من الوقوف على المسرح والغناء الحي؟
وضع أداء سيلين ديون في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية حداً لما يُقال أن مرضها غير القابل للشفاء قد يكتب السطر الأخير في مسيرتها الفنية الممتدة لعشرات الأعوام. وهذا ما أوضحته في الفيلم الوثائقي “أنا: سيلين ديون” I Am: Celine Dion، فعندما كانت صحتها في أدنى مستوياتها، التي جعلتها تكافح للتحرك وحتى الغناء، رفضت النجمة الاستسلام لحالة نادرة من مرض متلازمة الشخص المتصلب الذي يؤثر في واحد فقط من كل مليون شخص. وقالت خلال واحدة من أحلك لحظاتها: “إذا لم أستطع الجري؛ فسأمشي. وإذا لم أستطع المشي؛ فسأزحف، لكنني لن أتوقف”.