علمونا قديماً أن خير وسيلة للدفاع الهجوم، وأن الرغبة تعادل الشجاعة وتبعث الروح لتحقيق المستحيل وهو ما لم نراه أو نشاهده في أداء المنتخبات العربية المشاركة في فعاليات كأس العالم (روسيا 2018)
ولم نلمحه أو نشعر به في أداء المنتخب المصري الأول لكرة القدم الذي عاد للمشاركة في هذا الحدث الرياضي العالمي بعد غياب دام لأكثر من ربع قرن وأكثر على الرغم من المبالغ الطائلة التي تحصل عليها جميع الاتحادات العربية لكرة القدم من الفيفا والأندية المحلية وإيرادات الإعلانات، هذا بخلاف ما يدفع من مبالغ مالية ورواتب شهرية للمدربين والأجهزة المعاونة، بخلاف ما يحصل عليه اللاعبين من مبالغ طائلة بدون تحقيق نتائج حقيقية إيجابية ملموسة على أرض الواقع مما اساء ويُسيئ لسمعة المنظومة الرياضية المصرية والعربية على المستويين الإقليمي والدولي، ويخلق الإحباط عند جماهير وشعوب هذه الدول المشاركة في هذه الفعالية الرياضية الأكثر شهرة والأكبر شعبية.
ولأن الرياضة لا تنفصل عن السياسة كما أن العمل السياسي لا ينفصل ولا يجب أن ينفصل عن العمل الرياضي أو عن كل عمل من المفترض أن يكون بمثابة واجهة للتعبير عن مدى تقدم هذه الدول من عدمه.
أقول هذا لأني قد توقعت كل ما حدث من متابعتي الدقيقة لكل المباريات الودية التي لعبها المنتخب المصري استعداداً للمشاركة في هذه البطولة والتي لم نخرج منها سوى بهزائم متتالية فشل الجهاز التدريبي في تحليلها وعلاجها تفادياً لتكرار نفس الأخطاء في المباريات الرسمية التي خاض غمارها في روسيا ..
وهو ما يحدث تقريباً ويتكرر في جميع مواقفنا السياسية المؤسفة والمفجعة التي أكدت ومازالت تؤكد فشلنا المخزى في التصدي الصحيح لكافة قضايانا العربية العادلة لتصحيح المسار السياسي العربي للعودة به إلى مساره الصحيح الذي يخدم مصالحنا العربية والقومية بعيداً عن التعصب الديني والمذهبي والحزبي السائد والمسيطر على العقل العربي المُخيّم والمُغيَّب في بحور الظلمات والتخلف والرجعية والفساد عناوين الانكسار الذي قادنا ويقودنا دائماً إلى طريق الانهزامية الخلاقة في صناعة الفساد الإداري واستمرار واستقرار حالة الفوضى السائدة التي تؤكد أن وجودنا في العالم لا يعني بالضرورة أننا فيه، لأننا وباختصار شبه أنظمة وشبه مؤسسات وشبه دول .. لا دول تحترم تاريخها وتعمل للحفاظ عليه والإضافة إليه.
ومع غياب «العقول».. الأقدام تتعثر وخطواتها تتجه للخلف بدلاً من السير للأمام.