شعر: نسرين حبيب
الحين قَلَمي استَحْضَرَني.. تَعَرَّقَتْهُ أَصابِعي المَشدودةُ بإحكامٍ وغضبٍ اعْتَصَرَني
لا لِتَرصَّ الكلامَ أو تُطْلِقَ الأَحكامَ.. فَهْيَ لا تَبْرَعُ النَّثْرَ ولا تُتْقِنُ الشّعْرَ
بَل لِتَخطَّ وَجَعَ بَشَرِيَّةِ المَسكونَة.. مِن وَباءٍ كَسَحَ الأَوْبِئَةَ المَجْنونَة
فأَصابَها بِمَسّ جارِح.. استَوْطَنَها لِسَبَبٍ بالأَلَمِ ناضِح
فيروسٌ بِالعَدوى تَجَوَّل.. وبالعَداوَةِ الإِنسانِيَّةِ واقِعًا تَحَوَّل
يا أَيُّها المُقبِل مِنَ العَدَمِ المُفْتَعَل.. مِن جيفَةِ الحِقْدِ أَنْتَ مُنْتَشَل
لا تَدَّعِ الجَهْلَ وَعَدَمَ الانتِماء.. وقد أَسْدَلْتَ أَجْنِحَتَكَ بِكلّ استِرخاء
مُسَيَّسٌ مُعَفْرَتٌ مَمْسوسٌ مِنَ الجِنّ.. إلى الزّمنِ الغابِرِ جَعَلْتَنا نَحِنّ
استَفْحَلْتَ كَالشّياطين الهامِدَة.. في جَوْفِ النُّفوسِ الرّاكِدَة
سَرَقْتَ الأَنْفاسَ فَباتَتْ مَعدودَة.. صاعِدَةً هابِطَةً كجَثامين على صَليبٍ مَجْلودَة
قَلَبْتَ عَفَنًا وَخَوْفًا مَقاييسَ الدُّنيا.. وَأَبْلَيْتَنا ذُلًّا خُنوعَ المَشاعِرِ الدُّنيا
أَدْرَكْناكَ مِن دَناءَةِ الخَلْقِ داء.. وحَتْمًا مِن رَحْمَةِ الخالِقِ الدَّواء
على رَجاءِ اللّقاءِ بِالأَحِبَّةِ أَخْمَدْتَ الكَثيرَ في الأَسِرَّة
وعلى دَربِ المَغفِرَةِ سَيَحيا شهداؤكَ أَحرارًا مَعَ اللّهِ مَسَرَّة..