بقلم: فريد زمكحل
للمرة الثانية على التوالي يفشل الحزب الليبرالي الكندي بقيادة جستان ترودو رئيس الوزراء الكندي من تحقيق الفوز لتشكيل حكومة جديدة تتمتع بالأغلبية، وهو ما توقعت حدوثه في الحديث الإعلامي الذي أجراه معي ومع الأخ لبيب فرج الله، الإعلامي الزميل حمادة التونسي، حيث قلت بأنني أتوقع هزيمة الحزب الليبرالي في هذه الانتخابات أو الفوز بحكومة من الأقلية مرة أخرى لا تقدم ولا تؤخر .. وكان ما توقعته، حيث جاء فوزهم الأخير بطعم الهزيمة، لإنه كلف الخزانة العامة للدولة ما يقرب من 600 مليون دولار سعياً وراء هدف لم يتحقق، وفي تقديري بأن الرسالة قد وصلت وبوضوح للسيد ترودو وفهم وعرف بأن الشعب الكندي غير راضي عن بعض سياساته الداخلية والخارجية الخاطئة وأسلوب إدارته لها، ومنها تعامله مع (جائحة كوفيد – 19) الذي تحرك لمواجهة آثارها السلبية متأخراً ما أدى إلى وقوع الكثير من الوفيات، هذا بالإضافة لسوء إدارة حكومته لملفات الهجرة العالقة والمتأخرة في الوقت الذي يفتح فيه الباب على مصراعيه لاستقبال الآف المهاجرين الذين لا يجيدون اللغة الفرنسية أو الانجليزية ويستنزفون المصادر المالية للبلاد بدون تحقيق أي عائد أو فوائد مستقبلية تنعكس بصورة إيجابية على الاقتصاد الكندي وتطور المجتمع ونهوضه مع صعوبة تأقلمهم السريع مع المفاهيم الكندية المعاصرة.
نعم لقد وصلت الرسالة بوضوح وبأسلوب ديمقراطي أشاد به الجميع، الآمر الذي يتطلب من السيد ترودو وحكومته بذل الكثير من الجهد لتحسين الآداء الحكومي والارتقاء به للحد الذي يتطلع إليه المواطن الكندي في كل مكان!
وأخيراً نتمنى كل التوفيق للجميع وعلى وجه الخصوص لحزب المحافظين المعارض الذي يقوم بدور الرقيب على تصرفات الحكومة حرصاً على مصالح الشعب، وهكذا تكون الممارسة الديمقراطية التي ننشدها جميعاً للتقدم بالمفاهيم الكندية إلى الأمام لا للعودة بها إلى الوراء. مع أطيب الأمنيات بالنجاح والتوفيق للجميع.